عادت قضية فتح المجال الجوي السوري أمام الطائرات التركية إلى الواجهة مؤخراً، مع تهديدات المسؤولين الأتراك على مدار الاسابيع القليلة الماضية بشن عملية عسكرية ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شمال شرقي سورية.
وخلال تصريح لوزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، في مؤتمر صحفي في أنقرة إثر اجتماع نهاية العام لتقييم أنشطة وزارته، إن “تركيا تجري محادثات مع روسيا لاستخدام المجال الجوي فوق شمال سورية في عملية محتملة عبر الحدود” ضد “قسد”.
وأضاف” نجري محادثات ونتناقش مع روسيا حول جميع المسائل، ومنها فتح المجال الجوي”.
وكانت تركيا أطلقت عملية “المخلب- السيف” ضد “قسد” في شمال سورية، الشهر الماضي، رداً على تفجير إسطنبول الشهر الماضي، والذي أوقع 9 قتلى ونحو ثمانين جريحاً.
وشنت الطائرات الحربية التركية، من الحدود السورية- التركية، غارات جوية ضد “قسد”، في حين لم تستخدم المجال الجوي السوري.
لكن صحيفة “خبر تورك”، قالت، إن الدفاع التركية استخدمت في العملية ما يقارب 70 عنصراً جوياً قتالياً، كما استخدمت المجال الجوي السوري الخاضع للسيطرة الروسية لأول مرة، ونفذت حملة جوية على مساحة 700 كيلومتر.
الطلب التركي بفتح المجال الجوي لم يكن الأول من نوعه، وإنما طالبت أنقرة روسيا، خلال عمليتها في سورية، خلال السنوات الماضية، بالسماح لطائراتها باستخدامه.
وخلال معركة إدلب في مطلع 2020، وبعد مقتل جنود أتراك بقصف للنظام في المنطقة، طلبت تركيا من روسيا فتح المجال الجوي السوري، إلا أن روسيا رفضت ذلك، قبل أن تطلق تركيا عملية “درع الربيع”.
حينها أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن أكبر أزمة تواجهها بلاده في إدلب، هي عدم القدرة على استخدام المجال الجوي.
ومع الرفض الروسي تجاوزت تركيا المُعضلة، إذ تغلبت على واقع إغلاق المجال الجوي في إدلب، واستخدمت الطائرات دون طيار.
وحسب وسائل إعلام تركية، فإن “الطائرات المسيرة المسلحة، أقلعت على شكل مجموعات في شمال سورية، وقامت بتحديد الأهداف، وتدميرها بالتنسيق مع وحدات المدفعية”.
وتسيطر الولايات المتحدة على المجال الجوي لسورية إلى الشرق من الفرات، بينما تسيطر روسيا على المجال الجوي غرب النهر.