في يومه الدولي..التعليم حق ومن أولويات الحياة الأساسية
تعتبر المأساة السورية واحدة من أعظم الماسي التي شهدها العالم في القرن الحالي، فهي جرح نازف مازال يسيل ويفرز الكثير من الالام التي اثقلت كاهل السوريين، بسبب الظلم والفقد والحرمان الذي تعرضوا له، وما رافقه من ألم النزوح والحاجة والتعب.
إحدى أهم تلك المصائب أو الكوارث هي مشكلة التعليم، والذي يعتبر حق طبيعي للأفراد في كل مكان، فمن النظرة الأولى للواقع في الشمال السوري، يلوح للناظر مستقبل يحتضن بين ثناياه كارثة إنسانية كبيرة في طياتها رجالٌ أميون وأمهات أميّات، هم أطفال اليوم الذين يعتبروا نواة المستقبل والذين نتحدث عن أهمية تعليمهم وانقاذهم والسعي لوضع أسس صحيحة لمساعدتهم.
الملفت للنظر والمشجع على السعي لدعم هذا القطاع بما فيه من حاجة، هو الإصرار الذي يُعرف عن السوريين والمحاولات الكثيرة التي حدثت خلال السنوات السابقة من عمليات تطوعية للكثير من المعلمين والمعلمات، الذين لهم الايادي البيضاء بالسعي للمساعدة وتقديم ما يلزم وبإمكانيات بسيطة جداً، فالعمل التعليمي لم يتوقف ومحاولات استئناف العملية التعليمية وتعويض الطلاب ما فاتهم من العلوم مستمرة، ولكن بخطوات صعبة جداً وليست بالمستوى المطلوب، فلا يوجد الدعم الكافي من الوسائل التعليمة المناسبة والرواتب الكافية للقائمين على العملية التعليمية، وكذلك عدم وجود المباني المناسبة الكافية.
إن من حق كل الفئات العمرية الحصول على التعليم كأي بقعة في هذا العالم، فالتعليم من الأولويات الأساسية كالغذاء والصحة وغيرها. والعلم طريق الامل لغدٍ أفضل، فإذا تُرِكَ المجتمع بدون تعليم ينتشر الجهل الذي يدمر الأجيال ويسبب فشلاً في المجتمع، لذلك يتوجب على كل الجهات الدولية أن تكون على قدر المسؤولية الأخلاقية والإنسانية وخاصة هيئات التعليم الكبرى في العالم كاليونيسف و اليونسكو، وأن تأخذ على عاتقها دعم التعليم في الشمال السوري للحفاظ على الجيل الناشئ، لأن معظم العائلات غير قادرة على تأمين تكاليف التعليم من قرطاسيه واقساط للمدارس إن وجدت.
ففي بعض المناطق لا يوجد مدارس فيضطر الطلاب للذهاب الى منطقه اخرى للالتحاق بالمدرسة، وبسبب ارتفاع تكلفه المواصلات يُحجم بعض الأهالي عن ارسال أبنائهم للمدارس.
كذلك نسبة كبيرة جداً من المعلمين غير مدعومين برواتب، ومعظم الأهالي في شمال غربي سورية، غير قادرين على تحمل أعباء رواتب المُدرسين، بسبب الفقر الشديد المتفشي وقله فرص العمل، ما يؤدي الى زيادة نسبة التسرب المدرسي وانتشار الأميه. فالمعلمين لم يستطيعوا اكمال العمل التطوعي لأنهم بأمس الحاجة أيضاً لمساعدة أطفالهم وعائلاتهم، مما يؤثر على عدم تفرغهم للعملية التعليمية، ولذلك فإن هذا الواقع الصعب يلغي أحلام الكثير من الاطفال بإكمال تعليمهم، ومما سبق يتبين لنا أن المشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم كثيرة جدا ومنها:
- قلة عدد المدارس المدعومة وانعدام دعم المدارس الإعدادية والثانوية.
- ازدياد عدد الأطفال الفاقدين للتعليم وانتشار الأمية
- عدم وجود مدارس مؤهله في المخيمات
- قله الكتب المدرسية وارتفاع أسعارها وارتفاع سعر القرطاسية
- ارتفاع أجور المواصلات للوصول للمدارس الفعالة البعيدة عن القطاعات السكنية.
- عدم وجود رواتب للمعلمين تعينهم على إكمال رسالتهم النبيلة.
- الافتقار للمادة التعليمية الجيدة والمناسبة واستخدام أساليب وأدوات تعليميه قديمة.
ومن الحلول المقترحة لهذه المشاكل:
- إعادة تأهيل المدارس ودعم كافة المراحل الدراسية.
- إعداد مادة تعليمية ملائمة للفئات العمرية وتوفير الكتب المدرسية مجاناً في المدارس وتأمين مقاعد دراسية تستوعب اعداد الأطفال المحتاجين للتعلم وأدوات حديثة للتعليم.
- دعم المعلمين برواتب تحقق لهم العيش الكريم وتحفزهم على العطاء والاهتمام بالمعلم كونه العنصر الأساسي والأول في المجتمع وتنميه قدرات المعلمين بالدورات التدريبية اللازمة.
- تقديم القرطاسية اللازمة للطلاب في المدارس وذلك بسبب الظروف المعيشية القاهرة التي يعاني منها الاهالي.
- زيادة الوعي لخطر الأميه وأهميه التعليم لدى الأهالي وذلك بالقيام بجلسات توعيه يقوم بها فرق متخصصة.
أخيراً لابد من تكثيف الدعم والسعي بخطوات مدروسة لإنقاذ التعليم وبث النبض من جديد في هذا القطاع بالفعل، وليس القول فقط ونقل صورة الواقع، ومما يشجع على ذلك وجود الإخلاص لدى القائمين على العملية التعليمية في الشمال السوري مع كل الضعف والنقص الذي يعاني منه هذا القطاع.
المواد المنشورة والمترجمة على الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مؤسسة السورية.نت