لا يكاد يخلو يوم من عملية أو محاولة اغتيال في الجنوب السوري، وبشكل رئيسي في محافظة درعا وبوتيرة أقل في القنيطرة ثم السويداء، تطال مدنيين وعسكريين في قوات النظام وأفرعه الأمنية أو مقاتلين سابقين في المعارضة السورية.
ولا تتبنى أي جهة مسؤوليتها عن مثل هذه الهجمات باستثناء تبني “تنظيم الدولة” لبعض العمليات بين الحين والآخر.
وتصاعد الحديث في درعا مؤخراً عن زيادة نشاط وتمدد التنظيم فيها، وهي ذريعة طالما استخدمها النظام، إما لاقتحام المدن والقرى، أو زيادة حجم قواته ونقض بنود “تسوية” 2018.
تبني يخدم النظام
وتبنى التنظيم يوم الجمعة الماضي، 34 عملية في الجنوب السوري، أدت إلى مقتل 51 شخصاً خلال السبعة أشهر الماضية، (48 من قوات النظام وأعوانه، 2 من “الرافضة” وشخص من السويداء) بحسب ما جاء في صحيفة “النبأ” التابعة له.
وذكرت “النبأ” أن نشر وتبني هجمات التنظيم تخضع لسياسة أمنية وإعلامية لدى القيادة، وعدم تبني عمليات خلاياه في الجنوب دفع بعض وسائل الإعلام إلى نسب هذه الهجمات إلى جهات معادية للتنظيم في المنطقة.
ووثق “تجمع أحرار حوران” 388 عملية ومحاولة اغتيال في درعا خلال 2022، أسفرت عن مقتل 313 شخصاً.
وقال النقيب المنشق عن قوات النظام رشيد حوراني، إن تبني التنظيم للعمليات لا يخلو من تنسيق مع النظام، لتحقيق مصالح وحاجة الطرفين، ودليل ذلك تسهيل النظام لبعض الشخصيات مرورها الى المنطقة منهم على سبيل المثال “أبو عبد الرحمن العراقي”.
وأوضح في حديثه لـ”السورية نت” أن التبني يخدم الطرفين، فالنظام “يسوق أن بقاءه ضروري لمحاربة الارهاب، ويعطي دفعاً معنوياً لأنصار التنظيم” بأنه موجود في المنطقة ويتمدد فيها.
ويرجح أن “أبو عبد الرحمن العراقي” الذي قتل باشتباكات مع فصائل محلية في تشرين الأول / أكتوبر 2022، بمدينة جاسم، هو زعيم التنظيم “أبو الحسن القرشي”، بحسب بيان لـ”القيادة المركزية الأمريكية”.
وبحسب مصادر من مدينة جاسم لـ”السورية.نت”، فإن العملية أطلقتها فصائل محلية ضد عناصر التنظيم، وحاصرت مقراً له في المدينة، لكن مقاومتهم “كانت كبيرة”، ما دفع الفصائل المحلية إلى طلب مؤازرة من “الفيلق الثامن” الذي يقوده القيادي السابق في المعارضة، أحمد العودة.
وقبل استطاعتهم مداهمة المنزل حصل تفجير تعددت الروايات حول سببه، إن كان تفخيخ المنزل من قبل الفصائل، أو قصف خارجي، أو تفجير مقاتلي التنظيم لحزام ناسف.
وسبق عملية مقتل “القرشي”، سلسلة عمليات أعلنت عنها فصائل محلية في درعا لملاحقة خلايا التنظيم.
ويعتبر “أبو الحسن القرشي” ثالث زعماء التنظيم الذين يقتلون في سورية بعد “أبو بكر البغدادي” في تشرين الأول / أكتوبر 2019، و”أبو إبراهيم القرشي” في شباط / فبراير 2021.
التبني بعد مظاهرات
وفي النصف الثاني من سنة 2018، انتهى وجود التنظيم في درعا بسيطرة النظام وفصائل محلية (مجموعات جيش حر سابقاً) على حوض اليرموك، الذي كان خاضعاً لسيطرة “جيش خالد بن الوليد” المبايع للتنظيم.
وخضعت محافظتي القنيطرة ودرعا لسيطرة النظام بدعم روسيا منذ العام 2018 وفق اتفاق “تسوية”، أما السويداء فلم تخرج عن سيطرة النظام، لكن ينتشر فيها مجموعات مسلحة من أبنائها.
وشهدت المحافظتان مؤخراُ سلسلة مظاهراتٍ طالب المشاركون فيها بإطلاق سراح المعتقلين، منادين بأن تكون سورية دولة مؤسسات وليست “نظام عصابات ومافيات”.