لم يحرز ملف نقل الغاز المصري إلى لبنان أي تقدم، رغم الاتفاق عليه منذ عام 2021، بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام السوري والتي أدت لتعثر هذا الملف.
جاء ذلك على لسان المبعوث الفرنسي لشؤون الدعم الدولي، بيير دوكين، الذي قال في حديثه لوكالة “رويترز”، أمس الثلاثاء، إن مصر لا تزال تسعى للحصول على تأكيدات بإلغاء العقوبات الأمريكية المفروضة على النظام السوري، من أجل البدء بتصدير الغاز للبنان عبر سورية.
وأضاف أن الخطة لم تنتقل بعد لمجلس إدارة البنك الدولي، الذي تعهد بتقديم قرض للبنان بقيمة 300 مليون دولار، لتمويل صادرات الغاز المصري على مدى 18 شهراً، شريطة تقييم إصلاحات قطاع الكهرباء في لبنان قبل تقديم القرض.
وأشار إلى أن عقبات خط الأنابيب الفنية قد تم حلها ولم تكن هناك أي معوقات بشأن تسعير الغاز أو كميته، “لكن لم تتم تسوية المخاوف بشأن التعرض للعقوبات الأمريكية ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد”، حسب قوله.
وتحدث دوكين خلال مؤتمر صحفي في القاهرة، أمس، عن جولة سيجريها هذا الأسبوع من أجل تسريع ملف نقل الغاز المصري للبنان، وتشمل جولته الأردن ولبنان، ثم الولايات المتحدة “لتجاوز التصريحات المبدئية المختلفة”.
بانتظار موافقة واشنطن
جرى الحديث عن الخطة أول مرة في أغسطس/ آب 2021، حين أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس، ميشال عون، تلقى اتصالاً هاتفياً من السفيرة الأمريكية في لبنان، دوروثي شيا، أبلغته فيه أن واشنطن قررت مساعدة لبنان لحل أزمة الكهرباء.
وأوضحت أن ذلك سيتم من خلال تسهيل استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن إلى شمال لبنان عبر سورية، عن طريق الغاز المصري.
وفي يونيو/ حزيران 2022، وقعت الحكومة اللبنانية اتفاقية مع مصر ونظام الأسد، لاستيراد 720 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المصري سنوياً عبر الأراضي السورية، في محاولة لتخفيف أزمة انقطاع التيار الكهربائي.
إلا أنه لم يتم إحراز أي تقدم منذ توقيع الاتفاقية، بسبب العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة على النظام السوري منذ سنوات، خاصة عقوبات قانون “قيصر”، في إشارة إلى عدم الحصول على الموافقات الأمريكية اللازمة لنقل الغاز.
“نقل الغاز المصري إلى لبنان”.. حيثيات الصفقة و”مكاسب” نظام الأسد
ويعيش لبنان أزمة كهرباء ومحروقات منذ أشهر، وصل معها التقنين إلى 22 ساعة في بعض المناطق، ما أثّر على سير الأعمال في المستشفيات والأسواق والمرافق العامة، تزامناً مع نقص المحروقات اللازمة لتشغيل مولدات الكهرباء.
ويطمح لبنان أن تزيد اتفاقية استيراد الغاز المصري، إلى جانب الربط الكهربائي مع الأردن/ فترة توصيل التيار بمقدار 4 ساعات أخرى.