أضرار “شتوية” ترهق أهالي المخيمات خلال أول شهر من العام
سجّلت المراصد الإنسانية أضراراً كبيرة في مخيمات الشمال السوري، تزامناً مع هطولات مطرية غزيرة وما رافقها من تسرب المياه للخيام، واشتعال الحرائق بسبب أدوات التدفئة غير الآمنة.
وبلغ عدد المخيمات المتضررة من الحرائق خلال شهر يناير/ كانون الثاني المنصرم، حوالي 21 مخيماً، وأدت لإصابة 3 نساء وطفلة بحالات اختناق، بحسب بيان لـ “منسقو استجابة سوريا”.
وأضاف البيان الصادر، اليوم الثلاثاء، أنه تم تسجيل أضرار بسبب الأحوال الجوية في 38 مخيماً خلال الشهر الأول من عام 2023، بينها 25 مخيماً خلال الساعات الـ 48 الماضية.
ويشهد عموم الشمال السوري منخفضاً جوياً مترافقاً بأمطار غزيرة، ويزداد الوقع ضمن مخيمات النازحين التي تعاني من سوء الصرف الصحي وتسرب المياه للخيام.
هطولات مطرية غزيرة على مناطق عدة شمال غربي #سوريا، مساء اليوم الثلاثاء 31 كانون الثاني.
الفيديو من مخيمات خربة الجوز غربي #إدلب. pic.twitter.com/CsPImpH4t0— نبيل العثمان Nabel Alothman (@alothman_nabel) January 31, 2023
وبحسب “منسقو الاستجابة”، بلغ عدد الخيام المتضررة من الأوضاع الجوية 56 خيمة و7 وحدات سكنية (بناء إسمنتي)، كما تم تسجيل انهيار وحدتين سكنيتن ضمن المخيمات.
من جانبه، وثق “الدفاع المدني السوري” تضرر 4 خيام بشكل جزئي في مخيم “العقبة ” بقرية كفرعروق شمالي إدلب، جراء اشتداد العاصفة المطرية الليلة الماضية.
وتعيش مخيمات الشمال السوري في كل شتاء كارثة إنسانية نتيجة العواصف المطرية التي تشهدها المنطقة، إلى جانب الانخفاض الشديد بدرجات الحرارة، في مأساة تتكرر كل عام دون تحقيق الاستجابة اللازمة.
وبلغت نسبة الاستجابة الإنسانية في مختلف القطاعات 58% كنسبة وسطية من إجمالي عمليات الاستجابة الإنسانية، بحسب “منسقو الاستجابة”.
فيما شهدت قطاعات المياه والإصحاح وقطاع المواد غير الغذائية تراجعاً ملحوظاً خلال شهر يناير/ كانون الثاني الماضي.
وتعاني المنظمات العاملة في الشمال من عجز في احتواء هذه الكارثة الإنسانية، نتيجة ارتفاع عدد المخيمات والنازحين، إلى جانب ضعف التمويل الدولي اللازم للاستجابة.
وبحسب إحصائيات “الدفاع المدني السوري” يوجد في الشمال السوري أكثر من 390 مخيماً عشوائياً، مهددين بالغرق بأي لحظة، يقطنها أكثر من 400 ألف نسمة معرضين لخطر الموت من البرد.
وترى المنظمات الإنسانية أن حل أزمة الشتاء يكمن في حل ملف النازحين بالكامل، عبر توقف القصف والعمليات العسكرية وتأمين عودة “آمنة” للمهجرين إلى منازلهم.