خصصت صحف ووسائل إعلام دولية جزءاً كبيراً من تغطيتها، للزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سورية، أول أمس الاثنين، مخلفاً مئات آلاف الضحايا بين قتلى وجرحى ومشردين، في حادثة “مأساوية” لم تشهدها المنطقة منذ عقود.
صحف وصفته بأنه “يوم القيامة” وأخرى تحدثت عن سباق مع الزمن في عمليات إنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض، فيما كان للسوريين نصيب من تلك التغطية، تحت بند “اكتمال فصول المأساة”.
بلد “ممزق” ضحاياه “منسيون”
صحيفة “الغارديان” البريطانية، قالت في تقرير لها أمس الثلاثاء، إنه بسبب البنية التحتية المتهالكة ونقص الغذاء ومقومات الحياة الأساسية، لم يكن السوريون مستعدين للزلزال المميت الذي ضرب المنطقة.
وأشارت إلى أن آثار الحرب المستمرة منذ أكثر من 12 عاماً، أعاقت جهود الإغاثة في المناطق الأكثر تضرراً من الزلزال، بسبب الصراع ونقص الغذاء والانهيار الاقتصادي وتفشي الكوليرا في الآونة الأخيرة.
وأضافت: “محافظة إدلب الواقعة شمال غربي البلاد من أكثر المناطق تضرراً بالزلزال.. وتواجه المنطقة منذ سنوات تحديات بإيصال المساعدات لأكثر من 4 ملايين شخص للبقاء على قيد الحياة”.
ولفتت إلى أنه قبل وقوع الزلزال، كان 70% من سكان سورية بحاجة لدعم إنساني أكثر من أي وقت مضى، فيما يعيش 90% منهم في فقر، استناداً لإحصائيات الأمم المتحدة.
من جانبه، قال موقع “ميدل إيست أي” في تقرير له أمس الثلاثاء، إنه في خضم الحرب المستمرة منذ سنوات وتسييس المساعدات الإنسانية، قد يجد السوريون أنفسهم “منسيون” في البرد مرة أخرى.
ونقلت عن ذوي أحد الضحايا قوله: “أتمنى ألا يغض العالم الطرف مرة أخرى عن ضحايا سورية، وبدلاً من ذلك يقدم لهم نفس الدعم المقدم للضحايا في تركيا”.
وبحسب الموقع، فإن توقف المساعدات العابرة للحدود وإغلاق معبر باب الهوى الذي يعتبر “شريان حياة” لملايين السوريين شمال غربي سورية، جعل الوضع “أكثر تعقيداً” بعد وقوع الزلزال.
وأضاف: “في الوقت الحالي، تشمل الاحتياجات الأكثر إلحاحاً للمتضررين في شمال غرب سورية دعم مهام الإنقاذ والمأوى الطارئ، والإغاثة الغذائية والإمدادات الطبية والمحروقات لضمان عمل المولدات وتوفير الكهرباء الأساسية للمستشفيات”
ودعا المجتمع الدولي إلى إيجاد طرق لتقديم الدعم لجميع المناطق المتضررة في شمال غرب سورية، مثل التعامل مع المنظمات غير الحكومية ذات الخبرة العالية”.
سباق مع الزمن
صحيفة “اندبندنت” وصفت الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية بأنه “يوم القيامة” نقلاً عن شهود في المنطقة، حيث تدمرت قرى ولا تزال عائلات مدفونة تحت الأنقاض.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، أمس الثلاثاء، إن معظم المتضررين من الزلزال في سورية هم من النازحين مرات عدة جراء الحرب، مشيرة إلى أن قطاع الرعاية الطبية “هش وضعيف ومنهك”.
أما شبكة “سي بي سي” الكندية ذكرت في تقرير لها أمس، أن فرق البحث والإنقاذ تتسابق مع الزمن لانتشال الضحايا العالقين تحت الأنقاض، في درجات حرارة شديدة البرودة وضمن إمكانيات محدودة، وخاصة في سورية.
وأضافت: “مع انتشار الدمار على مساحة واسعة، عانت عملية الإغاثة الضخمة في كثير من الأحيان للوصول إلى المدن المدمرة، وسكتت الأصوات التي كانت تصرخ من تحت الأنقاض”.
ونقلت الشبكة عن عدد من الشهود في تركيا وسورية، أنهم سمعوا أصوات ذويهم تحت الأنقاض وهم يطلبون المساعدة، لكن محاولات الوصول لهم فشلت، وتم إخراجهم جثثاً بسبب عدم تمكن الآليات الثقيلة من الوصول للمنطقة نتيجة الدمار.
وفي أحدث الإحصائيات، وصل عدد ضحايا الزلزال في تركيا إلى 9057 قتيلاً وأكثر من 52 ألف مصاب، وسط توقعات بارتفاع العدد نتيجة استمرار عملية الإنقاذ.
أما في مناطق شمال غربي سورية ارتفع العدد إلى 1540 قتيلاً وأكثر من 2750 مصاباً، فيما لا يزال الكثير من العائلات تحت الأنقاض.