قرر الرئيس التونسي، قيس سعيّد رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في سورية، معتبراً أن قضية النظام السوري “شأن داخلي”.
وأورد بيان للرئاسة التونسية نشر، اليوم الجمعة، قول سعيّد إن “قضية النظام السوري شأن داخلي يهمّ السوريين بمفردهم، والسفير يُعتمد لدى الدولة وليس لدى النظام”.
وتحدث عن “العديد من المحطات التاريخية التي عاشتها سورية منذ بداية القرن العشرين والترتيبات التي حصلت منذ ذلك الوقت لتقسيمها”.
كما تطرق وفق البيان إلى “التجربة الدستورية السورية وكيف تم حصار المجلس الذي كان سيضع دستوراً سورية، وما تبعه من أيام دامية نتيجة رفض السوريين لأي تدخل أجنبي”.
وتعطي خطوة الرئيس التونسي مؤشراً على نية تونس استعادة العلاقات مع نظام الأسد، بشكل كامل، بعد أيام من الزلزال المميت الذي دمر أجزاء كبيرة من سورية، سواء في شمال غربي البلاد أو المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
وقبل يومين كان وزير الخارجية التونسي الجديد، نبيل عمّار قد أكد استعداد بلاده لـ”تعزيز تمثيلها الدبلوماسي بدمشق بما يستجيب للمصالح المشتركة للبلدين”.
وعمار هو وزير الخارجية الجديد الذي عينه مساء الثلاثاء، قيس سعيد بعد إقالة عثمان الجرندي.
وبحسب بيان للخارجية التونسية، نشر الأربعاء، فقد أجرى عمار مكالمة هاتفية مع وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، عبر فيها عن خالص تعازي تونس على إثر الزلزال المدمّر الذي ضرب عدداً من المناطق بسورية، واستعدادها للإسهام في تخفيف تداعيات هذه الكارثة.
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين تونس والنظام السوري منذ 4 فبراير/ شباط 2012 بقرار من الرئيس الأسبق محمد المنصف المرزوقي، وفي أعقاب انطلاقة الثورة السورية، واستخدام الأسد العنف ضد المتظاهرين.
غير أنه في يوليو/ تموز 2014، افتتحت تونس مكتباً للخدمات الإدارية والقنصلية لفائدة الجالية التونسية في سورية، في عهد الرئيس السابق الباجي قائد السبسي.
وفي فبراير/شباط 2019، قال الرئيس الراحل، الباجي قايد السبسي، في تصريح صحافي، إن “موقف تونس من عودة سورية إلى حضن جامعة الدول العربية مرهون بالتوافق العربي”.
ويقول محللون إن رأس النظام السوري، بشار الأسد يسعى لتحقيق مكاسب سياسية من الزلزال الذي دمر أجزاء كبيرة من سورية وتركيا، ويضغط من أجل إرسال مساعدات خارجية عبر الأراضي السورية للتحرر تدريجياً من العزلة الدولية المفروضة عليه.
وأرسلت تونس طائرات إغاثة إلى مناطق سيطرة النظام السوري تتضمن فرق إنقاذ وحماية مدنية وأطباء ومساعدات غذائية وصلت بالفعل إلى مطار حلب.
ومنذ أن أحكم الرئيس سعيّد السيطرة على معظم السلطات تقريبا في تموز/يوليو 2021، وعلق البرلمان وأقال الحكومة، أرسلت تونس إشارات تشي بتغيير سياستها الدبلوماسية مع النظام السوري.