غسان هيتو لـ”أمريكا اليوم”: الزلزال فاقم كارثة الشمال السوري والأمم المتحدة متقاعسة
فاقم الزلزال المُدمر الذي ضرب عدة مدن في جنوبي تركيا، مأساة ملايين السكان في مناطق شمال غرب سورية، التي تعيش أساساً منذ سنوات، تحت الضربات العسكرية لقوات الأسد وروسيا.
وفي الوقت نفسه أظهرت الأمم المتحدة تقاعسها في تقديم المساعدة الفورية والعاجلة إلى متضرري الزلزال في الشمال، إذ دخلت أول قافلة تتكون من ست شاحنات فقط بعد ثلاثة أيام من وقوع الزلزال.
ووصف الرئيس التنفيذي لـ”المنتدى السوري” غسان هينو، خلال حديثه لصحيفة “أمريكا اليوم-usatoday” الأوضاع في شمال غرب سورية، بأنها شديدة المأساوية والكارثية، حيث مئات السكان فقدوا حياتها، إضافة لآلاف الجرحى وتشريد مئات الآلاف، بعد أن دمّر الزلزال مئات المباني السكنية.
وأضاف هيتو الذي تواجد في مناطق شمال غرب سورية بعد الزلزال بساعات، أن الكارثة أدت إلى إخراج أربعة مستشفيات عن الخدمة، والمستشفيات المتبقية غير قادرة على تلبية الطلب الهائل والاستجابة العاجلة لضحايا الزلزال.
وأكد أن الزلزال أظهر بوضوح ضعف البنية التحتية الطبية في المنطقة، وأنها غير كافية، وهو ما أثبته سابقاً “فيروس كورونا”.
وتحدث الرئيس التنفيذي لـ”المنتدى السوري”، عن أن الدمار الحاصل في الشمال السوري بفعل الزلزال، تمت رؤيته سابقاً من خلال الضربات الجوية التي كان يشنها “نظام وحشي مارق وحلفاءه الأقوياء”.
واعتبر أن الأهالي في الشمال السوري يخشون إلى جانب الهزات الارتدادية، هجمات محتملة لقوات الأسد وحلفائه في المنطقة.
وطالب بوضع خطة تدخل إنساني شاملة وفورية على أعلى مستويات التعاون الدولي، للحد من “زيادة التعقيد لأكبر الأزمات الإنسانية على كوكب الأرض في القرن الحالي”.
تقاعس الأمم المتحدة
وانتقد هيتو سياسة الأمم المتحدة في سورية، إذ اعتبر أنها اختبأت خلف “القانون الإنساني الدولي والأعراف الدبلوماسية” لتبرير عدم تحركها لتقديم المساعدات في شمال غربي سورية.
وكان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، أقر بفشل الأمم المتحدة في مساعدة عشرات آلاف المدنيين في شمال غربي سورية.
وقال المسؤول الأممي عبر حسابه في “تويتر”:”لقد خذلنا حتى الآن الناس في شمال غرب سورية، إنهم محقون في شعورهم بالتخلي عنهم”.
ويقول هيتو في حوراره مع الصحيفة الأمريكية، إن “المجتمع الدولي تخلى عن السوريين عندما كانوا في أمس الحاجة إلى المساعدة”.
وتابع أن “كون الشعب السوري، وكذلك الأمم المتحدة، محتجزون بشكل علني كرهائن من قبل نظام قاتل- وحلفائه في مجلس الأمن وغيره من منصات العلاقات الدبلوماسية- قد يُعتبر أحد أكثر العيوب المخزية للتقاعس عن العمل”.
وفيما أكد على أن مأساة السوريين في شمال غرب البلاد، لم تبدأ مع الزلزال، بل أنها مستمرة منذ عشر سنوات من قصف النظام وحلفائه للمنطقة، فقد طالب المجتمع الدولي بالنظر إلى السكان في هذه المناطق المنكوبة، على أنهم “مثل كل البشر في أي منطقة حول العالم، حيث يجب أن يحظون بالمساعدة أيام الكوارث الطبيعة أو تلك المآسي التي يصنعها الإنسان(القصف المدفعي والجوي).
وفيما اعتبر المواقف الكلامية والإدانة وحدها غير كافية، فقد ختم خديثه للصحيفة الأمريكية بالتأكيد على أنه “إذا استمرت الأمم المتحدة في تطبيع نظام الأسد وممثليه في جميع أنحاء العالم كدبلوماسيين شرعيين وحتى زملاء، بينما في نفس الوقت تطالب بعباءة العمل الإنساني ، فأنا لست إنسانياً”.