3 منظمات في شمال سورية توحّد جهودها ضمن “تحالف عملياتي”
وحّدت 3 منظمات إنسانية عاملة في شمال سورية جهودها ضمن “تحالف عملياتي” أعلن عنه، يوم أمس الخميس، كخطوة لمواجهة التداعيات التي فرضها الزلزال المدمّر قبل أسبوعين.
والمنظمات هي: “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء)، “المنتدى السوري”، الجمعية الطبية السورية-الأمريكية (سامز).
وجاء الإعلان عن “التحالف” من جانب رئيس “سامز”، الطبيب السوري أمجد راس، قائلاً إن الهدف منه “العمل معاً وتوجيه الجهود للحفاظ على الأرواح السورية، ومساعدة السوريين داخل سورية”.
وأضاف أن “التحالف سيعمل على تعزيز جميع قدراتنا لتزويد الشعب السوري بالدعم الطبي والإنساني المطلوب، وهو أمر بالغ الأهمية بشكل خاص في أعقاب مثل هذه الكارثة الطبيعية المدمرة”.
ومنذ اليوم الأول لكارثة الزلزال في شمال سورية كانت هذه المنظمات الثلاث على رأس الجهات التي استجابت على الأرض من خلال العمل ضمن 3 سياقات، إغاثي وإنساني وطبي.
وبينما عمل “الدفاع المدني” على جهود إنقاذ العالقين تحت الأنقاض وعمليات الإخلاء وإسعاف المصابين إلى المشافي تركّزت جهود “سامز” ضمن القطاع الطبي في معظم المشافي في شمال سورية.
كما عمل “المنتدى السوري” ومنظمة “إحسان” التابعة له على الجهود المتعلقة بالاستجابة للمنكوبين، من خلال تجهيز مراكز الإيواء ونصب الخيام، بعدما انهارت وتصدعت منازلهم، وقضوا عدة أيام في العراء.
وفي حديث سابق لـ”السورية.نت” قال سونير طالب، وهو منسق العلاقات العامة في “المنتدى السوري”، إن التقديرات الأولية التي رُصدت منذ الدقائق الأولى لحجم الزلزال، تقاطعت كلها في أن مناطق شمال غربي سورية المُتعبة أساساً نتيجة القصف والعمليات العسكرية منذ نحو عقد، دخلت مع الزلزال في كارثةٍ مهولة تتطلب تضافر جهود كافة المؤسسات السورية النشطة فيها، لتقديم استجابة جزئية سريعة ولن تكون كافية بكل حال.
وأضاف طالب أن “المنتدى السوري وشركائنا الإنسانيين أعلنوا النفير العام لكافة الفرق العاملة منذ الدقائق الأولى للزلزال المُدمر، ووضعنا خطة طوارئ عاجلة، بالتنسيق مع الدفاع المدني وباقي الشركاء الإنسانيين، حيث كانت الأولوية لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض وإيواء آلاف العائلات التي باتت مُشردة دون مأوى”.
وأشار إلى أن جهود الاستجابة في الأسبوع الأول للكارثة تمت في غالبيتها العظمى بـ”إمكانيات سورية خالصة في الوقت الذي لم تتحرك الأمم المتحدة لتقديم أي مساعدة، وبقي السوريون وحدهم يضمدون جراحهم وينتشلون أحبائهم من تحت الأنقاض، ويسعون بكل إمكانياتهم لإيواء المشردين وعلاج الجرحى”، منوهاً على |الدور الفعّال للجالية السورية في الولايات المتحدة وخاصة ولايات دالاس وتكساس، التي قدمت دعماً كبيراً للمنتدى السوري وشركائه الإنسانيين منذ الساعات الأولى للكارثة”.
بدوره قال نائب مدير “الدفاع المدني”، منير المصطفى، إن عاملين إثنين لعبوا دوراً كبيراً في الاستجابة لحجم الكارثة التي ضربت مناطق شمال غربي سورية.
العامل الأول هو “الخبرة الكبيرة التي يمتلكها متطوعو الدفاع المدني، والتي اكتسبوها لكونهم يتعاملون منذ سنوات، مع هكذا أنواع من حالات الإنقاذ التي كانت شبه يومية بسبب القصف الروسي ونظام الأسد للمنطقة”.
واعتبر مصطفى خلال حديث سابق لـ”السورية.نت”، أن “متطوعي الدفاع المدني كان لديهم خبرة كبيرة بالتعامل مع هكذا حالات وهذا ساعد بشكل كبير في عمليات الإنقاذ”، مشيراً إلى أنه “لا فرق كبير بين الزلزال وبين قصف قوات الأسد وروسيا من حيث تهدم المباني فوق قاطنيها والفرق الوحيد هو حجم الدمار”.
العامل الثاني كما يؤكد، يعود لـ”التلاحم الشعبي الكبير”، والمساعدات العاجلة التي قدمت لـ”الخوذ البيضاء سواء كانت آليات ثقيلة أو كاميرات حرارية أو وقود، والتي كان الدفاع بحاجتها بسبب حجم الدمار الكبير”، مشيراً إلى أن “تكاتف المدنيين مع الدفاع المدني كان له دور حاسم في شمال غرب سورية، إذ تحولت المنطقة إلى خلية يوجد فيها قيادة عمليات وفرق تطوعية”.