“خطوة واقعية”.. كيف تنظر إيران لـ”الانفتاح العربي” مع النظام؟
رحبت إيران بما أسمته “الانفتاح العربي” الأخير مع نظام الأسد، والذي تجلى عبر اتصالات وزيارات غير مسبوقة منذ عام 2011، تحت ذرائع المساعدة الإنسانية لضحايا الزلزال.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيراني، ناصر كنعاني، عبر حسابه في “تويتر”، اليوم الثلاثاء، إن زيارات الوفود العربية إلى دمشق هي خطوة “واقعية وإيجابية”.
وأضاف: “الانفتاح الأخير في علاقات الدول العربية مع سورية، بما في ذلك زيارة وفد البرلمانات العربية إلى دمشق لإعلان التضامن مع سورية بعد الزلزال المدمر الأخير، بالإضافة إلى كونها خطوة واقعية، هي خطوة إيجابية في طريق التكافل الإسلامي”.
واعتبر أنه “باعتماد نهج وطني مستقل، وتجاهل رغبات طالبي الهيمنة الأجنبية، ستكون دول المنطقة قادرة على حل مشاكلها من خلال الحوار والآليات الإقليمية”.
گشایشهای اخیر در روابط کشورهای عربی با سوریه از جمله سفر هیات پارلمانهای عربی به دمشق برای اعلام همبستگی با سوریه پس از زلزله ویرانگر اخیر، علاوه بر واقع بینی، گامی مثبت در مسیر همبستگی اسلامی است.
— Nasser Kanaani (@IRIMFA_SPOX) February 28, 2023
يأتي ذلك عقب تسارع وتيرة جهود بعض الدول العربية للتطبيع مع نظام الأسد، تحت ذريعة تقديم المساعدات الإنسانية الخاصة بالزلزال، وسط مخاوف من استغلال الوضع من أجل إعادة النظام “للحضن العربي”.
وتجلى ذلك التقارب من خلال اتصالات وزيارات غير مسبوقة لقادة ومسؤولين عرب، هاتفوا والتقوا رئيس النظام السوري بشار الأسد، معربين عن تضامنهم مع ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب سورية.
ويرى مراقبون أن التقارب العربي مع النظام يمكن أن يؤدي إلى تحجيم دور إيران في سورية، على اعتبار أن عودة النظام للجامعة العربية ستكون مشروطة بموافقة السعودية على ذلك، والسعودية لن توافق إلا بشروط متعلقة بالوجود الإيراني في سورية.
وتعتبر إيران حليفاً أساسياً لنظام الأسد، حيث توغلت سياسياً وعسكرياً واقتصادياً في سورية منذ عام 2011، ما يجعل من الصعب على النظام اتخاذ موقف يحجّم دور طهران، حسب محللين.
وسبق أن رحبت الخارجية الإيرانية، العام الماضي، بالنهج الذي اتخذته بعض الدول العربية (منفردة) للتقارب مع نظام الأسد، ومن بينها الإمارات.
وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، بعد زيارة مفاجئة أجراها الأسد إلى الإمارات، في مارس/ آذار 2022، “نرحب بسعي بعض الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع الجمهورية العربية السورية من خلال اعتماد نهج جديد. نحن مرتاحون لذلك”.
وكانت الجامعة العربية قد علقت مشاركة سورية في اجتماعاتها عام 2011، نتيجة لعدم التزام النظام بقراراتها، فيما يتعلق بالمبادرة العربية حينها، لوقف عنف النظام في الشوارع التي كانت تشهد مظاهرات ضده.