لقاءات عدة أجرتها الأمينة التنفيذية للجنة “الإسكوا” التابعة للأمم المتحدة، رولا دشتي، مع مسؤولي النظام السوري منذ تسلمها منصبها عام 2019، تخللها زيارات لدمشق حملت خلالها دشتي ملفات “التنمية المستدامة”، في إطار مشاريع “التعافي المبكر” التي تذرعت بها الأمم المتحدة لتبرير تواصلها مع النظام.
آخر تلك الزيارات وقع أمس الاثنين، حين التقت المسؤولة الأممية مع أسماء الأسد زوجة رئيس النظام بشار الأسد في دمشق، بحضور وزير الاقتصاد في حكومة النظام سامر الخليل، ورئيس هيئة تخطيط الدولة فادي سلطي الخليل.
كما التقت دشتي مع وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، وبحثا خطط “التعافي المبكر” من آثار الزلزال المدمر الذي ضرب سورية الشهر الماضي.
السيدة الأولى أسماء الأسد تستقبل رولا دشتي الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا التي تزور سورية لبحث التعاون بين المؤسسات السورية والاسكوا في مجال تطوير بيئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر.https://t.co/VJdLce6EPb pic.twitter.com/uAiRRWQPsy
— Syrian Presidency (@Presidency_Sy) March 27, 2023
المعلم والمقداد وأسماء الأسد
“رئاسة الجمهورية السورية” قالت عبر معرفاتها الرسمية، إن رولا دشتي بحثت في دمشق مسارات التعاون بين المؤسسات السورية و”الإسكوا”، في مجال تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، والتحديات التي تواجه هذا القطاع.
وأضافت خلال لقائها أسماء الأسد أن “الإسكوا” مستعدة لتطوير التعاون مع سورية في مجال “التنمية المستدامة”، سواء مع المؤسسات الرسمية أو المنظمات غير الحكومية المعنية.
أسماء الأسد تروّج لبيع عسل أنتج بأيادي جيش الأسد وشبيحته وتعرضه على مسؤولة في الأمم المتحدة لمساعدتهم في تسويقه
العسل من إنتاج مؤسسة تديرها أسماء الأسد وهي الأمانة السورية للتنمية التي تشرف على "برنامج جريح الوطن" الذي يقدم مساعدات شكلية للمصابين العسكريين من جيش الأسد وشبيحته pic.twitter.com/B1q46TBIYf— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) March 28, 2023
فيما ذكرت وكالة أنباء النظام (سانا)، أمس الاثنين، أن وزير الخارجية فيصل المقداد بحث مع الأمينة التنفيذية لـ “الإسكوا” رولا دشتي، “ضرورة العمل في المرحلة الراهنة والقادمة على الخطط المتعلقة بالتعافي المبكر من آثار الأزمة والزلزال، وصولاً إلى إعادة الإعمار والتنمية المستدامة”.
وسبق أن التقت دشتي مع كبار مسؤولي النظام، ومن بينهم وزير الخارجية السابق وليد المعلم، على هامش أعمال الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في سبتمبر/ أيلول 2019، بحضور فيصل المقداد بصفته نائباً لوزير الخارجية حينها.
وبحث الجانبان تعزيز العمل التنموي تماشياً مع تطورات الأوضاع في سورية، وأهمية مساهمة “الإسكوا” في تطوير الخبرات السورية لإطلاق برنامج إعادة الإعمار، حسب بيان صادر عن خارجية النظام.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2021، أجرت رولا دشتي زيارة إلى دمشق، التقت خلالها وزير الإدارة المحلية والبيئة، حسين مخلوف، ومسؤولين لدى النظام.
وعادة ما تناقش دشتي خلال لقائها مسؤولي النظام ملفات “التنمية المستدامة” اجتماعياً واقتصادياً، وخلق فرص للمجتمع المحلي عبر مشاريع صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر.
من هي رولا دشتي؟
في يناير/ كانون الثاني 2019، عين الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، رولا دشتي في منصب الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (اسكوا)، خلفاً للعرافي محمد الحكيم.
وبذلك أصبحت دشتي أول كويتية (من أم لبنانية) تصل لهذا المنصب في منظمة الأمم المتحدة.
دشتي من مواليد عام 1964، وهي ابنة النائب السابق في مجلس الأمة الكويتي عبد الله علي دشتي، وحائزة على درجة الدكتوراة في الاقتصاد السكاني من جامعة “جونز هوبكنز” في الولايات المتحدة، وكذلك جائزة الملك حسين للتنمية الإنسانية عام 2005.
شغلت رولا دشتي مناصب عدة، أبرزها مستشارة في البنك الدولي، ومنسقة عامة في برنامج الطوارئ وإعادة إعمار الكويت، ثم أصبحت وزير دولة لشؤون التخطيط والتنمية ووزير دولة لشؤون مجلس الأمة عام 2012.
واختيرت رولا دشتي ضمن قائمة أبرز 20 سيدة أعمال عربية في مجلة “فانينشال تايمز” عام 2008، وضمن قائمة أقوى 50 شخصية عربية في مجلة “أرابيان بيزنس” عام 2006.