“مقاربة أمريكية” بشأن التطبيع مع الأسد: يجب أن تحصّلوا شيئاً
قال مسؤول أمريكي كبير إن الدول العربية المنخرطة في التقارب مع نظام الأسد يجب أن “تحصل على شيء” في المقابل.
وهذه “المقاربة الجديدة” تختلف عن الموقف الذي أبدته واشنطن من هذا المسار، خلال الأشهر والأسابيع الماضية، وتحدثت عنها باربرا ليف مساعدة وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في إحاطة صحفية.
وأضافت ليف، اليوم الجمعة، في ردها على أسئلة الصحفيين عن سفرها الأخير إلى الأدرن ومصر وليبيا وتونس ولبنان أن “نهج الولايات المتحدة تجاه سورية لم يتغير. نحن لا نؤيد التطبيع، ولا ننوي التطبيع مع النظام بأنفسنا”.
لكنها أشارت إلى أن واشنطن تجري مناقشات “مع الشركاء العرب حول مسار عملهم والتحول في السياسة الخاصة بسورية”.
وأوضحت: “بعضهم قال بصراحة شديدة وفي السر وقد سمعت بعضهم يقول علناً: من وجهة نظرهم، فإن العزلة لم تنجح؛ ويريدون تجربة المشاركة”، لترد ليف على هذا الأمر بأن منهج أمريكا هو القول: “تأكدوا من حصولكم على شيء في مقابل هذا الأمر”.
وقد تكون من بين هذه الأشياء: “وضع إنهاء تجارة الكبتاغون في المقدمة، وجنباً إلى جنب مع تطبيق قرار مجلس الأمن 2254، والذي يهدف إلى توفير الإغاثة للشعب السوري من العقد الرهيب من القمع الذي عانوه”.
واستشهدت ليف بإخفاق النظام في الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي يدعو إلى انتقال سياسي غير محدد في البلاد، وكذلك إطلاق سراح السجناء، الذين تقول جماعات حقوق الإنسان إن عددهم بالآلاف.
وكانت حملة التطبيع قد تسارعت على مستوى المنطقة مع نظام الأسد، وخلال الشهرين الماضيين أبدت عدة دول نيتها الانفتاح اتجاهه، آخرها المملكة العربية السعودية.
وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان هذا الشهر إن “الإجماع يتنامى في العالم العربي على أن المحادثات مع دمشق ضرورية، لا سيما بشأن الوضع الإنساني في سورية”.
وفي حين أوضح أنه “من السابق لأوانه مناقشة عودة سورية إلى جامعة الدول العربية”، جاءت الخطوة الأخيرة بالإعلان رسمياً عن بدء إجراء مباحثات مع النظام السوري لتعطي المسار المنقطع منذ أكثر من عقد دفعة جديدة.
وكانت مجموعة تضم 40 خبيراً في الشأن السوري ومسؤولين أمريكيين سابقين قد حثت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأسبوع الماضي، على مواجهة تقارب دول عربية مع النظام السوري، واقترحوا إطاراً جديداً لإنهاء الأزمة في سورية.
ودعت المجموعة إدارة بايدن إلى التصدي بقوة أكبر للتطبيع مع النظام، خاصة مع الترحيب التدريجي من بعض الدول العربية بإعادة العلاقات مع رئيس النظام، بشار الأسد، التي نشطت مؤخراً عقب الزلزال.
وجاء في رسالتهم أن “معارضة تطبيع النظام بالقول فقط ليست كافية، لأن السماح به ضمنياً قصير النظر، ويضر بأي أمل في الأمن والاستقرار الإقليميين”، وأن التطبيع الإقليمي “يقوّض قدرة المجتمع الدولي على تشكيل عملية سياسية تهدف إلى حل الأزمة بشكل هادف”.