تشير تقديرات إسرائيلية تحدثت عنها وسائل إعلام إلى أن الغارات التي استهدفت مواقع في محيط العاصمة دمشق على يومين متتاليين يراد منها “إيصال رسالة للإيرانيين وحزب الله”، فيما “تؤسس معادلة ردع جديدة”.
وكانت الغارات التي حصلت ليلة الخميس-الجمعة قد أسفرت عن مقتل الضابط في “الحرس الثوري” الإيراني، ميلاد حيدري، كما خلّفت خسائر مادية وبشرية في صفوف قوات النظام السوري.
وجاءت هذه الضربة بعد 24 ساعة من أخرى مماثلة استهدافت مواقع عسكرية في محيط دمشق أيضاً، دون أن يعرف بالتحديد حجم الخسائر التي خلفتها.
وذكرت “القناة 13” الإسرائيلية في تقرير لها، اليوم السبت، أن “هناك علاقة بين الهجمات المكثفة التي شنتها إسرائيل في سورية، وواقعة التسلل من لبنان إلى إسرائيل وانفجار مفترق مجيدو (جنوب حيفا)”.
وتقول: “إن صح ذلك، فهو يعني أن إسرائيل قررت عدم الرد في لبنان، تجنباً لتصعيد مع حزب الله، واختارت بدلاً من ذلك استهداف قوات فيلق القدس المتمركزة في سورية، من منطلق أن هذه القوات هي المسؤولة عن إدارة العلاقة مع الحزب”.
وتضيف القناة أن “إسرائيل تحاول من خلال هذه الهجمات إرسال رسالة إلى إيران وحزب الله، مفادها أن لديها معلومات استخبارية دقيقة تمكنها من معرفة مكان وجود القادة الإيرانيين في سورية، واستهدافهم”.
ومن جانب آخر اعتبرت أن “إسرائيل ومن خلال تنفيذ هذه الغارات تحاول تكريس معادلة ردع جديدة، قوامها أن انطلاق العمل من لبنان سيُرَدّ عليه بعمليات في العمق السوري”.
وهذه هي المرة الثامنة التي تستهدف فيها إسرائيل مواقع في سورية، منذ بداية العام الحالي، والسادسة خلال شهر مارس/آذار الحالي.
وأشارت المحللة السياسية المختصة بالشرق الأوسط، إيفا كولوريوتي عبر حسابها في “تويتر”، أمس الجمعة، أن الضربات على يومين متتاليين “هي بمثابة رسالة موجهة إلى إيران وحزب الله أكثر من نظام الأسد”.
وتقول المحللة: “بعد الأزمة القضائية والسياسية التي عصفت بإسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية، بدا الأمر وكأن حكومة نتنياهو قد ضعفت داخلياً، الأمر الذي قد يعتبره الأعداء في إيران والضواحي الجنوبية لبيروت فرصة”.
وخلال الأسبوعين الماضيين، سارعت إيران عملها في برنامجها النووي، إضافة إلى الهجمات التي نفذتها المليشيات التابعة لها ضد القوات الأمريكية في المنطقة الشرقية.
وتضيف كولوريوتي أنه و”من خلال الضربات الإسرائيلية تؤكد حكومة نتنياهو أنها لا تزال صلبة خارجياً وأنها قادرة على ضرب ووقف أي تهديد لأمنها القومي سواء من طهران أو حزب الله”.
وكقاعدة عامة، لا يعلق الجيش الإسرائيلي على ضربات محددة في سورية، لكنه أقر بشن مئات الغارات ضد الجماعات المدعومة من إيران، التي تحاول الحصول على موطئ قدم في البلاد على مدى العقد الماضي.
ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يهاجم أيضاً شحنات أسلحة يعتقد أنها متجهة إلى تلك الجماعات، وعلى رأسها “حزب الله” اللبناني.
وقد جاءت الضربات الجوية والصاروخية يومي الخميس والجمعة بعد هجومين في الأسابيع الأخيرة على مطار حلب الدولي، ونُسبت أيضاً إلى إسرائيل.