اعتبر قائد “هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني أن الحل السياسي في سورية “شيء متعذر” سواء في المنظور القريب أو البعيد، وأنهم “يملكون عدة أزرار لقلب الطاولة”.
وقال الجولاني في جلسة نشرتها “حكومة الإنقاذ السورية”، أمس الجمعة، إن تعذّر الحل يرتبط “بوجود الكثير من الدول التي تتداخل في سورية، سواء من جهة النظام أو قسد أو الثورة السورية”.
وأضاف: “كل دولة لها مصلحة لا تكتمل إلا على حساب الدولة الأخرى. الحالة التوافقية متعذرة إلى حد كبير”.
وجاء حديث قائد “الهيئة” التي تسيطر على عموم محافظة إدلب في وقت يشهد الملف السوري سلسلة تحركات ضمن إطار “إعادة التطبيع العلاقات مع نظام الأسد”، سواء من جانب الدول العربية أو من الجانب التركي.
وقال في سياق كلمته: “الآن نحن في العصر الذهبي للثورة السورية، لأن القوى المدنية والعسكرية تجتمع على قلب واحد، والازدواجية في هذين الأمرين لا يحصل في أي مكان”.
وفق الجولاني فإنهم “يمتلكون أكثر من زر من قلب الطاولة إلى الانفجار الكامل والتسخين”، وبالتالي “يستطيعون تغيير الكثير من الأحداث أو مواجهة التحديات التي تعترض الثورة السورية”.
وكان قائد “الهيئة” المصنفة على قوائم الإرهاب الدولية قد اعتاد خلال العامين الماضيين الظهور في الشارع وبين الناس في محافظة إدلب، في وقت بدا لافتاً التحول التدريجي لخطابه، بعدما كان “جهادياً بحتاً إلى حد كبير في السابق”.
وبعدما كانت الرواية الرسمية لـ”الهيئة” في أعقاب الإعلان عن تشكيلها تتبنى مصطلحات بعيدة عن الثورة السورية، وأقرب إلى “الخطاب الجهادي” سرعان ما تغيّر ذلك، مع تغير الخريطة على الأرض وبناء على سلسلة تغيّرات شهدتها إدلب، على المستوى السياسي والعسكري الداخلي ومن الخارج.
وتعتبر “تحرير الشام” صاحبة النفوذ في إدلب وجزء من أرياف حلب وحماة واللاذقية.
وتدير هذه المنطقة خدمياً عبر “حكومة الإنقاذ”، وعسكرياً عبر غرفة عمليات “الفتح المبين”، التي تضم عدة فصائل أخرى لكن “تحرير الشام” هي الأقوى والأكبر.