انطلقت أعمال الاجتماع التشاوري الخاص بالحل في سورية، في العاصمة الأردنية عمّان، بحضور وزير خارجية نظام الأسد، ووزراء خارجية مصر والأردن والسعودية والعراق.
ويعتبر هذا اللقاء استكمالاً لما بدأته أولاً المملكة العربية السعودية بتظيم أول اجتماع تشاوري بشأن الحل في سورية في مدينة جدة، دون أن ينتهي بأي نتائج على صعيد إعادة النظام إلى الجامعة العربية.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، السفير سنان المجالي، اليوم الاثنين، إن اجتماع عمّان يأتي استكمالاً للاجتماع التشاوري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن والعراق ومصر في جدة منتصف أبريل / نيسان الماضي.
ووصل إلى مكان انعقاد الاجتماع في عمّان، وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، والمصري سامح شكري، ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وفق المجالي.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين أردنيين أن “عمّان ستناقش خطة أردنية لتحقيق تسوية سياسية للصراع في سورية”.
وقال أحد المسؤولين إن المبادرة الأردنية “تدعو دمشق للانخراط مع الحكومات العربية بشكل جماعي في خريطة طريق خطوة بخطوة لإنهاء الصراع”.
وستشمل المبادرة معالجة قضية اللاجئين ومصير آلاف المعتقلين المفقودين وتهريب المخدرات بين سورية والخليج عبر الأردن ووجود الميليشيات الإيرانية في البلاد.
وهذا هو الاجتماع الأول من نوعه مع مسؤول كبير في نظام الأسد من قبل مجموعة من الدول العربية – أيد معظمها خطوة لتعليق عضوية سورية في الجامعة في عام 2011.
وتحاول الدول العربية و”الدول الأكثر تضرراً من النزاع” التوصل إلى توافق حول ما إذا كانت ستدعو الأسد لحضور قمة جامعة الدول العربية في 19 مايو / أيار في الرياض.
وفي اجتماع جدة، كانت هناك مقاومة لخطوة دعوة الأسد لحضور قمة الجامعة العربية، حيث قالت قطر والأردن والكويت إنه من السابق لأوانه “قبل أن تقبل دمشق التفاوض على خطة سلام”.
في غضون ذلك حثت واشنطن، التي قالت إنها لن تغير سياستها تجاه النظام السوري الدول العربية التي غيرت موقفها على الحصول على شيء مقابل التعامل مع الأسد مرة أخرى.
ووفق ما أضافت “رويترز” نقلاً عن مسؤولين فإن وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي اجتمع يوم الأحد مع مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف التي تزور البلاد.
وجاء هذا اللقاء قبل يوم واحد فقط من انعقاد الاجتماع التشاوري الخماسي، والذي حتى الآن لا يعرف ما إذا كان سيشهد اختراقاً على صعيد علاقة الدول العربية بالأسد أم لا.
وكان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، كشف في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، أن الأردن يحشد لمبادرة عربية لحل الأزمة السورية، وأن بلاده “تدعو إلى دور عربي جماعي لإنهائها، بالتنسيق مع أصدقائنا وشركائنا”.
وتحدث الصفدي في تصريحات لصحيفة “ذا ناشونال”، أن “المبادرة” قد تكون بقيادة عربية تشمل السعودية ودولاً أخرى، وستستند إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لوضع خارطة طريق لتسوية تفاوضية، إضافةً إلى تصاريح مراقبة وتسليم المساعدات الإنسانية إلى سورية.
وجاء حديثه حينها في وقت يعيش فيه الملف السوري حالة من الجمود السياسي والعسكري، وفي ظل توجه أنظار العالم إلى تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا، والتغيرات التي طرأت على الإقليم والعالم أجمع.
وأشار مراقبون إلى أن فرص الحل تبدو ضئيلة في ظل الظروف الحالية على الأرض، حيث تمكنت إيران من بناء إمبراطورية اقتصادية في سورية، وخاصة في الجنوب قائمة على صناعة وتهريب المخدرات.
لكن متغيرات عدة طرأت على المشهد السوري والإقليمي عقب الزلزال الذي ضرب سورية الشهر الماضي، وتجلت من خلال التقارب العربي مع نظام الأسد تحت ذارئع تقديم المساعدات لمتضرري الزلزال.
وكذلك، فإن الإعلان عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية، قد يفتح باباً لعودة العلاقات بين السعودية ونظام الأسد، بحسب محللين.