ضبطت السلطات الأردنية والسعودية شحنتي حبوب “كبتاغون”، صباح اليوم الاثنين، وبالتزامن مع عقد “اللقاء التشاوري” الخاص بالحل في سورية في العاصمة عمّان.
و”اللقاء التشاوري” هو الثاني من نوعه بين وزراء الخارجية العرب، بعدما استضافت مدينة جدة السعودية قبل أسابيع اجتماعاً شبيهاً لبحث “الحل في سورية” وقضية إعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية.
لكن النقطة التي تميّز اللقائين هي حضور وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد في لقاء عمّان، والذي انتهت خلال الساعات الماضية جلسته الأولى ودخل المجتمعون لعقد الجلسة الثانية.
ونقلت وكالة “عمّون” الأردنية عن مصدر عسكري قوله إن “المنطقة الشرقية أحبطت على إحدى واجهاتها ضمن منطقة مسؤوليتها، محاولة تسلل وتهريب كميات من المواد المخدرة قادمة من الأراضي السورية”.
وأسفرت عملية الإحباط عن مقتل مهرب وفرار آخرين إلى داخل العمق السوري.
وأضاف المصدر أنه “بعد تكثيف عمليات البحث والتفتيش للمنطقة تم العثور على 133 ألف حبة كبتاجون، وسلاح ناري نوع كلاشنكوف وكميات من الذخائر، وتم تحويل المضبوطات إلى الجهات المختصة”.
في غضون ذلك صرَّح المُتحدث الرسمي للمديرية العامة لمكافحة المخدرات في السعودية الرائد مروان الحازمي، بأن المتابعة الأمنية لشبكات تهريب وترويج المخدرات أسفرت عن إحباط محاولة تهريب (5.280.000) قرص من مادة الأمفيتامين المخدر.
وكانت الشحنة داخل شحنة أحجار ومستلزمات، وتم ضبطها عبر ميناء جدة الإسلامي بمحافظة جدة، بالتنسيق مع هيئة الزكاة والضريبة والجمارك.
وأضاف المتحدث أنه “تم القبض على مستقبليها بمنطقة الرياض ومحافظة جدة، وهم (6) أشخاص؛ (3) مقيمين، ووافد بتأشيرة زيارة من الجنسية السورية، ومقيم من الجنسية السودانية، ومواطن”.
وتعتبر عمليات تهريب “الكبتاغون” من بين القضايا التي يبحثها وزراء خارجية العرب مع نظام الأسد، إلى جانب قضايا أخرى من بينها ملف اللاجئين السوريين ومسارات الحل السياسي في سورية.
وفي الوقت الحالي وبينما تواصل الدول العربية إعادة تطبيع علاقاتها مع النظام السوري تطلق تساؤلات بشأن ملف الكبتاغون، وما إذا كان النظام السوري جاداً في تقديم أي تنازلات بخصوصه.
ولا تعتبر حبوب “الكبتاغون” ورقة مساومة فحسب، بل هي صنبور يدر القطع الأجنبي على النظام السوري بالمليارات، حسب تقرير سابق نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
وقالت الشبكة في تقرير سابق لها إنه “من المرجح أن يكون الكبتاغون على رأس جدول الأعمال في محاولات التطبيع”. ونقلت الشبكة عن كبيرة المحللين في معهد “نيو لاينز” الأمريكي، كارولين روز، أن الكبتاغون أصبح “بطاقة” في محادثات التقارب بين النظام السوري ونظرائه العرب الذين يسعون للتطبيع معه.
وأضافت: “كان النظام يستفيد من قوته في تجارة الكبتاغون، مرسلاً إشارات إلى الدول التي تفكر في التطبيع بأنه يمكن أن يقلل من تجارة الكبتاغون كبادرة حسن نية”.
وعلى مدى السنوات الماضية، تم ضبط عشرات الشحنات من المواد المخدرة القادمة من سورية وخاصة حبوب “الكبتاغون”، في العديد من الدول خاصة المجاورة لسورية والخليجية.
كما صدرت العديد من التحقيقات التي تؤكد بأن نظام الأسد حقق من تجارة المخدرات أرباحاً بمليارات الدولارات.
وحسب تقديرات الحكومة الخارجية البريطانية، فإن 80% من إنتاج الكبتاغون عالمياً يأتي من نظام الأسد، ويشرف ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام بشار، شخصياً على التجارة.
وصدرت تحقيقات ودراسات أخرى، حول تحول تجارة المخدرات إلى مصدر اقتصادي أساسي لتمويل نظام الأسد.