كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أمس الأربعاء، عن محادثات أجراها مسؤولون أمريكيون مع النظام السوري في عُمان، من أجل البحث في قضية الصحفي الأمريكي، أوستن تايس، المفقود في سورية.
وحسب الصحيفة، فإن المسؤولين الأمريكيين عقدوا سلسلة اجتماعات مع مسؤولين في المخابرات السورية والقادة السياسيين في عُمان لمناقشة مجموعة متنوعة من القضايا.
وأضافت أن أبرز القضايا كانت تتعلق بمصير أوستن تايس، وخمسة آخرين من الأمريكيين المفقودين الذين يُعتقد أن نظام الأسد قد احتجزهم.
وحسب الصحيفة فإن المحادثات بين الجانبين فشلت حتى الآن في تحقيق أي اختراقات، وسط الاتفاق على استئنافها في الأسابيع المقبلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن نظام الأسد حدد شروطاً من أجل التعاون في القضية، وهي “تخفيف أو تأخير العقوبات الأمريكية التي تستهدفه”.
ومن أبرز العقوبات قانون “الكبتاغون” الذي أقره الكونغرس لملاحقة منتجي ومهربي المخدرات في نظام الأسد، والذي من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل.
واعتبرت الصحيفة أن الأسد “قلق للغاية” من القانون، إذ يعتبر أنه ريما يعرقل عودته إلى الجامعة العربية.
وأكدت الصحيفة أن “الوسطاء قد شجعوا الأسد على التعامل بجدية أكبر مع هذه المحادثات”، وأنهم قد “أخبروه بأن حلّ القضية هذه قد يساعد في إنهاء العزلة الدولية” للنظام.
وأكد وزير الخارجية الأمريكية، أنطوني بلينكن، وجود تواصل مع نظام الأسد بشأن الصحفي الأمريكي.
وقال بلينكن في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست”: “نحن منخرطون على نطاق واسع فيما يتعلق بأوستن – منخرطون مع سورية ونشارك مع دولة ثالثة، ونسعى لإيجاد طريقة لإعادته إلى الوطن. ولن نلين حتى نفعل ذلك”.
وكان الصحفي الأمريكي، أوستن تايس، قد أجرى زيارة إلى سورية في صيف عام 2012 لتغطية أحداث الثورة، لكن تم اعتقاله على حاجز قريب من دمشق، بحسب المعلومات الصادرة عن الخارجية الأمريكية، وهو صحفي، وجندي سابق في قوات البحرية الأمريكية.
وتتجه أصابع النظام السوري باختطافه واحتجازه فيما بعد، فيما ينفي النظام أي علاقة باختطاف المواطنين الأمريكيين في سورية.
إذ قال فيصل المقداد، وزير خارجية الأسد، عام 2016، إن “أوستن تايس ليس موجوداً لدى السلطات السورية، ولا توجد أدنى معلومات تتعلق به”.
وليست المرة الأولى التي تجري فيها واشنطن محادثات مع نظام الأسد بشأن الصحفي الأمريكي، إذ كان المسؤول الأمريكي “كاش باتيل” زار دمشق في 2021، حسب ما ذكرت وسائل إعلام أمريكية.
وحدد نظام الأسد في 2022 شروط التفاوض مع الأمريكان، وهي أن يكون التفاوض “علنياً”، وسحب كافة القوات الأمريكية من الأراضي السورية “بشكل فوري وغير مشروط”.
كما اشترط الامتناع عن “سرقة وتهريب النفط والقمح السوري، ورفع الغطاء والحماية عن الجماعات الانفصالية المتواجدة في قاعدة التنف”، إضافة إلى تخفيف العقوبات المفروضة على النظام.