قالت وكالة “رويترز” في تقرير لها، أمس الثلاثاء، إن السعودية اقترحت تعويض النظام السوري عن الخسائر التي ستلحق به، في حال توقفت تجارة “الكبتاغون”، في إطار المفاوضات العربية الحاصلة مؤخراً مع الأسد.
ونقلت الوكالة عن مصدر إقليمي مقرب من النظام السوري، قوله إن السعودية عرضت 4 مليارات دولار (بناء على تقديرات الرياض لقيمة التجارة)، مضيفاً أن الاقتراح طُرح خلال زيارة وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، لدمشق.
وبحسب المصدر، فإن الأموال سيُصرح بها على أنها مساعدات مخصصة لأغراض الزراعة.
وأكد مصدر سوري مقرب من الدول الخليجية ذلك، وقال للوكالة إن الرياض اقترحت دفع مبلغ كمساعدات “إنسانية”، دون تحديد قيمة المبلغ.
فيما نقلت “رويترز” عن مصدرين غربيين قولهما إن التعويض المادي سيكون “ضرورياً”، من أجل إبعاد الوحدات المسلحة المرتبطة بالنظام السوري عن تجارة الكبتاغون.
تنازل مقابل رفع العقوبات
وتجري دول عربية مفاوضات مع نظام الأسد مؤخراً، من أجل إعادة تأهيله في الساحة العربية مقابل تقديم تسهيلات بملفات عدة، من بينها تجارة الكبتاغون واللاجئين السوريين.
وعلى مدى السنوات الماضية، تم ضبط عشرات الشحنات من المواد المخدرة القادمة من سورية وخاصة حبوب “الكبتاغون”، في العديد من الدول خاصة المجاورة لسورية والدول الخليجية.
كما صدرت العديد من التحقيقات التي تؤكد بأن نظام الأسد حقق من تجارة المخدرات أرباحاً بمليارات الدولارات.
وقالت “رويترز” في تقريرها، نقلاً عن مصادر استخباراتية، إن الكبتاغون لا يزال يُنتج في مصانع صغيرة على طول الحدود السورية- اللبنانية، وكذلك في مصانع أكبر أقرب إلى الحدود السورية مع الأردن.
ويُعتبر الخليج العربي واحداً من أكثر أسواق الكبتاغون ربحاً بالنسبة للنظام السوري، خاصة السعودية والإمارات، بحسب الوكالة.
وأضافت أن وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، أبلغ نظراءه العرب في اجتماع عُقد في الأول من مايو / أيار الجاري، أن التقدم في كبح الكبتاغون يعتمد على الضغط العربي على الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات، بحسب ثلاثة مصادر مطلعة على الاجتماع.
وقال أحد المصادر إن ذلك الاجتماع الذي انعقد في الأردن كان “متوتراً للغاية” ، مضيفاً أن الوزراء العرب منزعجون من لهجة المقداد.
وفي الوقت الحالي وبينما تواصل الدول العربية إعادة تطبيع علاقاتها مع النظام السوري، تطلق تساؤلات بشأن ملف الكبتاغون، وما إذا كان النظام السوري جاداً في تقديم أي تنازلات بخصوصه.
ولا تعتبر حبوب “الكبتاغون” ورقة مساومة فحسب، بل هي صنبور يدر القطع الأجنبي على النظام السوري بالمليارات، حسب تقرير سابق نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
وحسب تقديرات الحكومة الخارجية البريطانية، فإن 80% من إنتاج الكبتاغون عالمياً يأتي من نظام الأسد، ويشرف ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام بشار، شخصياً على التجارة.
وصدرت تحقيقات ودراسات أخرى، حول تحول تجارة المخدرات إلى مصدر اقتصادي أساسي لتمويل نظام الأسد.