شارك مسؤولون في النظام السوري، اليوم الاثنين، في أول حدث لهم في جامعة الدول العربية منذ عقد، استعداداً لقمة تستضيفها مدينة جدة في المملكة العربية السعودية، في التاسع عشر من شهر مايو/أيار الحالي.
وكان على رأس المسؤولين وزير الاقتصاد في حكومة نظام الأسد، سامر خليل، إذ حضر مع نائبته وشخصيات أخرى اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي بمدينة جدة.
وقال وزير المالية السعودي، محمد الجدعان في الاجتماع: “إنني أغتنم هذه الفرصة للترحيب بالجمهورية العربية السورية في جامعة الدول العربية”.
من جانبه أضاف خليل لصحفية “الوطن” شبه الرسمية أنهم “سيتقدمون بدعوة رسمية ومباشرة للمستثمرين العرب للقدوم والعمل في سورية، مع عرض كل القوانين والتسهيلات التي من الممكن أن تشكل حافزاً من أجل البدء بعملية استثمارية في سورية”.
وكانت التطورات خلال الأسابيع الماضية مرضية للغاية بالنسبة للنظام السوري، الذي يخضع لعقوبات شديدة، من قبل الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.
ماذا تريد السعودية؟
وقال مسؤول سوري مطلع لموقع “ميدل إيست آي” اليوم الاثنين إن حضور وفد النظام اجتماع جدة “يبعث بالأمل”.
وأضاف أن “عودة سورية الرسمية إلى الحظيرة العربية تعززت ودعمت من خلال دفء العلاقات مع السعودية”، مشيراً إلى أن “الرياض كانت عاملاً حاسماً في القرار الأصلي بطرد سورية”.
وأوضح كمال علم، زميل بارز غير مقيم في المجلس الأطلسي أنه “من المعروف أن هذه الخطوة هي عودة للأسد”.
ويقول: “في الواقع لم يغادر أبداً. بشكل غير رسمي، كانت هناك دائماً روابط شخصية بين الرياض ودمشق من خلال أعلى الوسطاء”.
ويضيف أن “هذه الاتصالات نمت فقط عندما أصبح سلمان ولياً للعهد في عام 2017″، مشيراً إلى أن “مجتمع الأعمال في دمشق وحمص وحلب لديهم علاقات عائلية قديمة وروابط تجارية مع العديد من المكاتب العائلية السعودية”.
ويريد ولي العهد السعودي بن سلمان “صفر مشاكل” وإبعاد أي عقبات يمكن أن تعطل خطط حملته للتنويع الاقتصادي في رؤية 2030.
ووفق علم: “يريد لبنان والعراق مستقرين، وحتى في حالة ضعف الدولة السورية، فإن الرئيس الأسد وشبكته لديهم القدرة على السيطرة على لبنان والتأثير على العراق مثلما فعل بعد أن كسر الملك السعودي السابق عبد الله الجليد بعد اغتيال الحريري”.
ولذلك مع النظام السوري، يحصل السعوديون على أكثر بكثير من مجرد سورية، إذ يرى الباحث أنهم “يحصلون على صفقة إقليمية بما في ذلك الفلسطينيين”.
وحتى الآن لا يعرف ما إذا كان رأس النظام، بشار الأسد سيشارك في اجتماعات القمة العربية، ولاسيما أنه تلقى دعوة رسمية من الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز آل سعود.
في غضون ذلك تحدثت وسائل إعلام مقربة من “حزب الله”، بينها صحيفة “الأخبار” أن رأس النظام قد يزور الرياض قبل انعقاد القمة، وهو ما لم يؤكد بشكل رسمي حتى الآن.
وقال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد المشرف على شؤون مجلس جامعة الدول العربية إنه “من المنتظر أن تعقد القمة العربية الثانية والثلاثون بالمملكة العربية السعودية في 19 مايو المقبل”.
وأضاف الأمين العام المساعد أن “القمة ستسبقها اجتماعات تحضيرية عدة على مستويي كبار المسؤولين والوزراء، تمهد لانعقادها على مدار 5 أيام”.
“استئناف البعثات”
وقبل أيام أعلنت السعودية والنظام السوري استئناف عمل البعثات الدبلوماسية بين البلدين، بعد أيام من الموافقة على إعادة الأسد لمقعد سورية في جامعة الدول العربية.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها، 10 مايو الحالي، إنها ستستأنف عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق، التزاماً بالقرار الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الأحد الماضي، القاضي بإلغاء تجميد عضوية سورية.
وأضافت أن استئناف عمل بعثتها في سورية يأتي “انطلاقاً من روابط الأخوة التي تجمع شعبي المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية، وحرصاً على الإسهام في تطوير العمل العربي المشترك وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”.
وجاء ذلك بعد أيام من إلغاء تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية، بعد إجماع عربي على عودة نظام الأسد إلى مقعد سورية في الجامعة.
وكانت خطوات التطبيع بين السعودية ونظام الأسد أخذت منحنى متسارعاً خلال الأيام الماضية، بعد إعلان الخارجية السعودية إجراء مباحثات مع النظام لأول مرة منذ عقد على قطع العلاقات الدبلوماسية.
وتجسد التطبيع رسمياً بزيارة أجراها وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إلى العاصمة السورية دمشق، الشهر الماضي، وهي الأولى لوزير سعودي رفيع منذ عام 2011.
والتقى الوزير السعودي والوفد المرافق له مع رئيس النظام، بشار الأسد، في سياق استئناف العلاقات بين السعودية والنظام السوري، بعد أكثر من عقد على القطيعة الدبلوماسية بين الجانبين.