بدأ مرشح “تحالف الأمة” المعارضة، كمال كلشدار أوغلو بزيادة جرعة الخطاب المناهض للاجئين في تركيا، في الوقت الذي يستعد فيه لمنافسة الرئيس رجب طيب أردوغان في جولة الإعادة، المقررة في الثامن والعشرين من شهر مايو/ أيار الحالي.
وعلى مدى اليومين الماضيين وبعدما أعلنت “الهيئة العليا للانتخابات” انتقال السباق نحو الرئاسة إلى الجولة الثانية بدا لافتاً تركيز كلشدار أوغلو على “حملة أكثر قومية”، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام، اليوم الخميس.
ويسعى كلشدار أوغلو من خلال هذه الحملة إلى كسب كتلة ودعم سنان أوغان، وهو مرشح “تحالف الأجداد”، الذي حصل على نسبة 5 بالمئة من إجمالي الأصوات في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة.
ومن المتوقع أن تلعب القاعدة التصويتية لأوغان “دوراً محورياً” في الجولة المقبلة، وهو ما أشار إليه بنفسه، وكذلك الأمر بالنسبة للمعطيات التي فرضتها نتائج يوم الرابع عشر من مايو.
واتهم كلشدار أوغلو في خطاب له، اليوم الخميس، الرئيس أردوغان “بعدم حماية حدود البلاد وشرفها”، مضيفاً: “سأعيد جميع اللاجئين إلى الوطن بمجرد أن أتولى السلطة.
وتابع: “أردوغان لم يحمي حدود البلاد وشرفها. لقد أحضرت أكثر من 10 ملايين لاجئ إلى هذا البلد، وقمت ببيع جنسيتك! وجعلت مواطنينا لاجئين”.
وكرر كلشدار أوغلو وعده بـ”إرسال 10 ملايين لاجئ إلى الوطن بمجرد توليه المنصب”، على خلاف ما كان يردده سابقاً بالعمل على إعادتهم “في غضون عامين”.
وحصل كلشدار أوغلو على 44.96 في المائة فقط من الأصوات بينما حصل رجب طيب أردوغان على 49.4 في المائة، أي 0.6 في المائة أقل من فوزه المباشر.
ومن غير الواضح حتى الآن الضفة التي سيتجه نحوها سنان أوغان، وكذلك الأمر بالنسبة لقاعدته التصويتية، ذات الجذور القومية.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن كلشدار أوغلو من المتوقع أن يلتقي بأوغان يوم غد الجمعة.
وكان أوغان قد أعلن أنه سيعلن عن المرشح الذي سيؤيده في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 19 مايو، في إشارة إلى “دور صانع الملوك” الذي سيلعبه.
كما التقى رئيس “حزب المستقبل”، أحمد داود أوغلو مع أوغان لمدة 3 ساعات أمس الأربعاء، وتبادلا وجهات النظر حول الجولة الثانية.
وخلال الاجتماع الذي عقد في مكتب رئيس الشؤون الإدارية والمالية لحزب المستقبل فيراموز أوستن، تم تبادل الآراء بشأن الجولة الثانية من الانتخابات.
وقد انعكست المعلومات التي تفيد بأن “الاجتماع سار بشكل جيد” في الكواليس، بحسب ما نقل موقع “بي بي سي” تركية.
ويعيش نحو 4 ملايين سوري في تركيا، تجذر وجودهم في البلاد على مدى العقد الماضي على الرغم من المناخ العدائي المتزايد.
في العام الماضي، صعدت الحكومة التركية ما تصفه ببرنامج “العودة الطوعية” إلى سوريا، على الرغم من أن السوريين والجماعات الحقوقية نفوا أن يكون معظم العائدين قد شاركوا بملء إرادتهم.
وذكرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في وقت سابق أن العائدين كثيرا ما تعرضوا للاعتقال أو أجبروا على التوقيع على استمارات الترحيل.
لكن وقبل أيام من جولة الانتخابات الأولى قال أردوغان إن “تركيا دولة 99 بالمئة من سكانها مسلمون، وهناك شعب سوري اضطر إلى مغادرة بلاده بسبب الحرب والتنظيمات الإرهابية”.
وأضاف: “أنشأنا حتى الآن أكثر من 100 ألف منزل في الشمال السوري عبر مؤسساتنا الحكومية ومنظماتنا المدنية، وقد بدأ المهاجرون العودة إلى هذه المنازل”.
وانتقد أردوغان تصريحات زعماء المعارضة بشأن ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم في حال تولت السلطة في تركيا، وتابع: “لا أؤيد هذا المفهوم، هذا ظلم. لا سيما أن العودة الطوعية للسوريين قد بدأت بالفعل ونحن سنقدم الدعم اللازم لهم”.