حملت كلمة رأس النظام ، بشار الأسد، في القمة العربية اليوم، عدة نقاط بارزة فتحت باب التحليلات حول الرسالة التي أراد إيصالها.
وانطلقت القمة العربية، اليوم الجمعة، برئاسة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بحضور الأسد لأول مرة منذ 12 عاماً.
” الفكر العثماني التوسعي”، و”تغير الحضن لا يغير الانتماء”، نقطتان بارزتان في كلمة الأسد.
الأولى هاجم فيها الأسد تركيا، رغم لقاءات وزراء دفاعه وخارجيته مؤخراً في موسكو مع نظرائهم الأتراك.
واعتبر رأس النظام أن تركيا، تحاول استعادة الإمبراطورية العثمانية، عبر دعم “الإخوان المسلمين”.
أما النقطة الثانية، فقد كانت رسائل موجهة إلى الحاضرين داخل القاعة من الرؤساء العرب، حول علاقته مع إيران.
وتحدث الأسد في كلمته عن “العمل العربي المشترك” و”الانتماء العربية”، وأن الدول بحاجة “لرؤى واستراتيجيات وأهداف مشتركة” يتم تحويلها إلى خطط تنفيذية.
ويرى محللون أن كلمة الأسد حملت “نبرة استعلائية” على أقرانه من القادة العرب، وتلفظ بعبارات حملت أكثر من دلالة.
كما حاول الأسد الظهور بنوع من “الاستعراض والتفلسف”، حسب ما قال مراقبون لـ”السورية.نت”.
سوريون عن القمة العربية: “مندوب إيران” يحمل “دماء السوريين” إلى جدة
“غمز” لتركيا في القمة العربية
وقال الأسد في كلمته “علينا أن نبحث عن العناوين الكبرى التي تهدد مستقبلنا وتنتج أزماتنا كي لا نغرق ونغرق الأجيال القادمة بمعالجة النتائج لا الأسباب”.
وأضاف أن “العناوين كثيرة لا تتسع لها كلمات ولا تكفيها قمم.. لا تبدأ عند جرائم الكيان الصهيوني المنبوذ عربياً بحق الشعب الفلسطيني المقاوم ولا تنتهي عند خطر الفكر العثماني التوسعي”.
واعتبر المحلل السياسي، حسن النيفي، أن الأسد يريد من خلال الحديث عن “الفكر العثماني”، مزيداً من التصعيد مع تركيا.
وأشار النيفي في حديث لـ”السورية. نت”، إلى أن الأسد أراد من خلال كلمته، تعزيز مطالبه بانسحاب القوات التركية من الشمال السوري، وهو شرط وضعه سابقاً للتطبيع مع أنقرة.
وتزامن ذلك مع تأكيد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، عدم سحب القوات من سورية.
وقال أردوغان في مقابلة مع شبكة “CNN” الأمريكية، إن “تركيا ستحافظ على انتشار قواتها في سورية”.
أما المحلل السياسي سامر خليوي، فقد اعتبر أن حديث الأسد “رسالة لتركيا بأنه لا يريد التقارب إلا بشروطه، خاصة أنه يتحدث من منبر القمة المخزية”.
في حين يرى الباحث في مركز عمران للدراسات، معن طلاع، أن الأسد أراد القول بشكل غير مباشر، أن “العودة العربية هي صد للتركي ولحركة الربيع العربي”.
وحسب طلاع فإن النظام “يُعرفُ حركة الربيع العربي امتداد للتطرف والإرهاب، ويعرف التدخل التركي على أنه عثمانية جديدة”.
الحضن الإيراني
وإلى جانب تركيا، وجه الأسد عدة رسائل من خلال كلمته إلى الدول العربية، وخاصة فيما يتعلق بتدخلها بشؤون الدول.
وقال الأسد إن “الأهم هو ترك القضايا الداخلية لشعوبها، فهي قادرة على تدبير شؤونها وما علينا إلا أن نمنع التدخلات الخارجية في بلدانها ونساعدها عند الطلب حصراً”.
واعتبر خليوي أن حديث الأسد هو “صفعة بوجه من طبع معه من الدول العربية، ومن صرح بأن عودته للجامعة هو للمساهمة بحل القضية السورية “.
كما تحدث الأسد عن الانتماء العربي، وأضاف أن “سورية ماضيها وحاضرها ومستقبلها هو العروبة، لكنها عروبة الانتماء لا عروبة الأحضان، فالأحضان عابرة أما الانتماء فدائم”.
وتابع أنه “ربما ينتقل الإنسان من حضن إلى آخر لسبب ما، لكنه لا يغير انتماءه، أما من يغيره فهو من دون انتماء من الأساس ومن يقع في القلب لا يقبع في الحضن”.
وحسب النيفي فإن حديث الأسد عن مفهوم العروبة في القمة، يحمل “إهانة غير مباشرة للرؤساء العرب، بأنه هؤلاء عرب بالحضنن وليس بالانتماء الحقيقي”.
ويرى الباحث في مركز عمران، معن طلاع، أن الأسد أراد توجيه “رسالة بعودته للتمسك بالعروبة بعد ما هاجمها في بداية الثورة”.
كما أراد التأكيد على أن “عودة سورية للمحور العربي، لا تتنافى مع تموضعه في عدة محاور أخرى متمسكا بمحوره العربي”.
وأكد طلاع أن نظام الأسد يبتز الدول العربية في عدد من القضايا مثل قضية اللاجئين والكبتاغون.
وشدد على أن اتفاق جدة، الذي وضع قواعد سياسية جديدة للتعامل مع النظام الأسد “هو انعكاس حقيقي لنجاح استراتيجية النظام كدولة مارقة بالضغط على الدول الأخرى دون تقديم تنازلات”.
مظاهرات تعم ريفي إدلب وحلب رفضاً لـ”تطبيع العرب”: سورية لا يمثّلها الأسد