وجهت روسيا انتقاداً لتركيا للمرة الأولى منذ بدء حربها ضد أوكرانيا، بسبب “توريدات الأسلحة” التي تقدمها الأولى لكييف.
وقال يوري بليبسون مدير الدائرة الأوروبية الرابعة بوزارة الخارجية الروسية، اليوم السبت، إن “شحنات أنقرة للأسلحة والمعدات إلى كييف تتعارض مع نوايا تركيا لضمان وقف إطلاق النار، ولا تتفق مع دور الوسيط”.
وأضاف بليبسون: “لقد أعربت أنقرة مراراً وتكراراً عن رغبتها في ضمان وقف مبكر لإطلاق النار في أوكرانيا واستئناف عملية التفاوض من خلال وساطة خاصة بها”.
لكنه تابع مستدركاً: “بطبيعة الحال، فإن إمداد نظام كييف بالأسلحة والمعدات العسكرية يتعارض بشكل مباشر مع هذه النوايا ولا يتوافق بأي حال من الأحوال مع دور الوسيط”.
وكانت الطائرات المسيّرة التركية التي تستخدمها أوكرنيا قد لعبت دوراً محورياً في الأيام الأولى من الحرب الروسية التي بدأت منذ أكثر من عام.
وهذه الطائرات سبق وأن أبدت موسكو توجساً من وصولها إلى أوكرانيا.
لكن تركيا أوضحت مراراً على لسان مسؤوليها أنها “باتت أوكرانية”، في محاولة منها للابتعاد عن الدخول بشكل مباشر كطرف في المنطقة المشتعلة هناك.
ولعبت أنقرة خلال الأشهر الماضية من الحرب الروسية دور الوسيط، سواء على الأرض أو من خلال رعايتها لاتفاق نقل الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
وفي محادثة هاتفية جرت في ديسمبر 2021 بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب إردوغان، أثار بوتين استخدام الأوكرانيين للطائرات بدون طيار تركية الصنع.
ووصف الرئيس الروسي ذلك بالسلوك “المدمر” و”النشاط الاستفزازي”، وفقا لبيان الكرملين. لكن وفي أعقاب ذلك قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إنه “لا يمكن إلقاء اللوم على أنقرة في نشر أوكرانيا للأسلحة”.
وأوضح أن “أي سلاح تشتريه دولة ما من تركيا أو غيرها لا يمكن الحديث عنه على أنه سلاح تركي أو روسي أو أوكراني، وإنما يصبح ملكاً للبلد الذي اشتراه”.
وأضاف الوزير التركي، بحسب وكالة “الأناضول” أن بلاده “صادفتها أسلحة مختلفة من دول عدة، بما في ذلك روسيا، خلال حربها ضد الإرهاب في أراضي دول أخرى”، مستدركاً: “لكننا لا نتهم روسيا على الإطلاق”.
ورغم أن أوكرانيا تمتلك أسلحة أمريكية مضادة للدبابات والطائرات، وأسلحة أخرى من حلف الناتو، إلا أن مسيّرات “بيرقدار” تصدّرت المشهد على نحو أكبر، وتسلطت الأضواء على دورها بشكل كبير.
وبدأت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا قبل 15 شهراً، وأطلقت مئات من الهجمات الصاروخية منذ أكتوبر/تشرين الأول سعياً لتدمير البنية التحتية الحيوية ومنشآت الطاقة.
ويقول مسؤولون عسكريون إن روسيا حولت تركيزها إلى الضربات الصاروخية في محاولة لعرقلة استعدادات أوكرانيا لشن هجوم مضاد.
على صعيد آخر، نقلت وكالة “تاس” للأنباء عن نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، الجمعة، دميتري ميدفيديف، قوله إن المفاوضات مع أوكرانيا “مستحيلة” ما دام الرئيس الأوكراني زيلينسكي على رأس السلطة.
ونسبت الوكالة لميدفيديف القول: “كل شيء ينتهي دائماً عن طريق التفاوض وهذا أمر حتمي لكن ما دام هؤلاء الناس في السلطة فالموقف بالنسبة لروسيا لن يتغير فيما يتعلق بالمفاوضات”.