كشفت العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد نظام الأسد، وإدراج شركتي حوالات مالية على القوائم الأمريكية، مساهمة أذرع حزب الله اللبناني وإيران، في رفد خزينة النظام بالقطع الأجنبي.
ورغم أن الأسماء المدرجة على لوائح العقوبات هي سوريّة، إلا أنها تعمل تحت غطاء أشخاص تابعين لحزب الله يوصفون بأنهم العقل المدبر لشبكة الحزب المالية الخارجية.
شركتان للحوالات المالية وثلاثة أشقاء
في 30 مايو/ أيار الماضي، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية شركتين للحوالات المالية وثلاثة أشقاء على قائمة العقوبات، بموجب “قانون قيصر”.
الشركة الأولى هي “الفاضل للصرافة”، التي تأسست في أبريل/ نيسان 2015، ويقع مقرها الرئيسي في منطقة الفردوس وسط العاصمة دمشق.
وتقوم الشركة بأعمال الصرافة وتحويل الأموال من خارج إلى داخل سورية، حتى أصبحت من أهم شركات الحوالات المالية خلال السنوات الماضية.
ووفق بيان الخزانة الأمريكية، فإن “الفاضل” سهلت تحويل ملايين الدولارات منذ سنة 2021 إلى حسابات في مصرف سورية المركزي، كما استخدم “حزب الله” الشركة لتحويل الأموال من دول أخرى إلى سورية.
وأكد البيان أن نظام الأسد وحزب الله يجمعان العملات الصعبة من خارج سورية، حيث يقومان بتحويلها عبر شركة “الفاضل” إلى المصرف المركزي.
كما فرضت الخزانة الأمريكية عقوبات على مالكي الشركة، وهم الأشقاء الثلاثة فاضل ومطيع ومحمد بلوي.
وأشار البيان إلى أن فاضل ومحمد بلوي نقلا مليارات الليرات السورية إلى داخل سورية عام 2022 نيابة عن حكومة الأسد.
وينحدر الأشقاء من بلدة نبل الشيعية بريف حلب الشمالي، ويحوز فاضل بلوي على الحصة الأكبر من الشركة بنسبة 70%، بينما يمتلك شقيقه مطيع نسبة 25 % من أسهم الشركة والأخ الثالث معروف يمتلك 5%.
والأشقاء الثلاثة يمتلكون شركة الفاضل للأدوية التي تأسست سنة 2009.
أما الشركة الثانية التي أدرجتها الخزانة الأمريكية هي شركة “الأدهم” للصرافة.
ووفق بيان الخزانة الأمريكية، فإن الشركة المذكورة، سهلت التحويلات المالية بقيمة ملايين الدولارات منذ عام 2021 إلى حسابات مصرف سورية المركزي.
كما قامت الشركة بتحويل الأموال بانتظام من خارج سورية إلى داخل المصرف المركزي.
ويعود تأسيس الشركة إلى سنة 2008، برأسمال ملياري ليرة سورية ويقع مقرها في شارع 29 أيار وسط العاصمة دمشق.
وحسب بيانات الشركة العام الماضي، يمتلك ديمتري أدهم قنطقجي 10% من أسهم الشركة، كما يمتلك عمر حلاق قنطقجي 10%، ومحمود ادهم قنطقجي 8.51%، وهدى ديمتري قنطقجي 2.8%، وفاطمة عبده طرابلسية 10% من أسهم الشركة.
العقل المدبر
وتعتبر الأسماء المذكورة سابقاً هي سورية الجنسية، لكن من يشرف على عملها وتحريكها شخصية لبنانية تابعة لـ”حزب الله” اللبناني، ورد اسمه في بيان الخزانة الأمريكية.
وجاء في البيان، أن شركات الصرافة هذه، سهلت مدفوعات نظام الأسد إلى المسؤول المالي في “حزب الله”، محمد قاسم البزال، مقابل شحنات النفط الإيراني.
ورغم المعلومات الشحيحة عن البزال، إلا أن اسمه برز خلال السنوات الماضية، من خلال تأسسيه للشركات في سورية والمكافأة المالية التي رصدتها أمريكا لمعرفة معلومات عنه.
بدأ نشاط البزال في السوق السورية سنة 2016 عندما أسس شركة “تلاقي” للتجارة ويحق له استيراد وتصدير كافة المواد.
وعقب ذلك أسس شركة “توافق” وشركة “نغم الحياة”، وشركة “السنابل الخضراء”، وشركة “الآفاق لتطوير الثروة الحيوانية”.
كما أسس شركة “ريادة صناعة الرصاص” في عدرا الصناعية سنة 2018، بهدف إنشاء معمل لصهر معدن الرصاص من البطاريات.
وينحدر البزال (مواليد 1984) من مدينة بعلبك اللبنانية، ويوصف بأنه المحاسب المالي بين “حزب الله” و”فيلق القدس” الإيراني.
وحسب برنامج “مكافآت من أجل العدالة” الأمريكي، فإن البزال “يشرف على الشؤون المالية لشركة تلاقي في سورية وإجراءاتها وإدارتها وعقودها منذ أواخر عام 2018”.
واستخدم البزال شركاته “لتمويل وتنسيق وإخفاء شحنات النفط غير المشروعة المختلفة المرتبطة بفيلق القدس الإيراني”.
كما أشرف على شراكة مجموعة تلاقي مع شركة “ألوميكس” في لبنان لعمليات شحن الألمنيوم إلى إيران.
ويرصد برنامج “مكافآت من أجل العدالة” منذ سنوات، مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار للحصول على معلومات حول البزال.
كما تساعد شركات البزال في سورية لوصول الأموال الناتجة عن صفقات ذهب من فنزويلا إلى سورية.
وحسب موقع “إيران اينترنشنال“، فإن طهران تتلقى سبائك الذهب عن طريق الحرس الثوري وحزب الله مقابل المنتجات النفطية التي تمنحها لفنزويلا.
وبعد وصول الذهب إلى إيران يتم تحويله إلى تركيا عبر صفقات سوداء وغسيل الأموال، يديرها شخص يُدعى علي قصير، الذي يعمل مع شركتين في سورية يديرهما قاسم البزال.