“البقاء والحماية”.. ما دلالات نشر صواريخ “هيمارس” الأمريكية في سورية؟
أقرت الولايات المتحدة في وقت سابق هذا الشهر نشر قاذفات صواريخ “هيمارس” في قواعدها شمال شرق سورية، في خطوة اعتبرها محللون أنها تحمل دلالات سياسية وأمنية.
وتقول واشنطن إن نشر هذه المنظومة من الصواريخ يهدف “لحماية” القوات والقواعد الأمريكية في سورية من هجمات محتملة.
مجلة “فوربس” الأمريكية قالت في تقرير لها، أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة تسعى إلى حماية نفسها من هجمات المليشيات الإيرانية في سورية، والتي استهدفت القواعد الأمريكية بالصواريخ وبطائرات بدون طيار مرات عدة.
وأضافت أن ذلك دفع الجيش الأمريكي “إلى استنتاج أنه بحاجة لقوة نيران أرضية إضافية شمال شرق سورية، لحماية قواته والرد على الهجمات المحتملة”.
صواريخ “هيمارس” ودلالات البقاء
وعلى صعيد آخر، نقلت “فوربس” عن المدير الأول للاستراتيجية والابتكار في معهد “نيو لاينز”، نيكولاس هيراس، قوله إن انتشار صواريخ “هيمارس” يحمل دلالات أخرى تتعلق بالوجود الأمريكي في سورية.
وأضاف أن “الولايات المتحدة تنوي أن يكون لها وجود طويل الأمد في قواعدها شمال شرق سورية”.
مردفاً: “تحتاج هذه القواعد الأمريكية إلى قوة حماية يمكنها الاستجابة بسرعة للتهديدات المتباينة على الأرض”.
واعتبر أن نظام “هيمارس” سيكون فعالًا بشكل خاص في توفير هذه الحماية، حسب قوله.
من جانبه، قال كبير المحللين في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة استخبارات المخاطر (RANE)، رايان بول، إن نشر قاذفات صواريخ “هيمارس” يستهدف إيران في سورية.
وأشار إلى أن نشر واشنطن لهذه الصواريخ يحمل رسائل أخرى للنظام السوري وروسيا.
ومفادها أن “إرسال هذه الأسلحة إلى سورية يُثبت لروسيا والنظام أن أساليب المضايقة ضد واشنطن لن تدفعها لسحب قواتها”.
وأضاف لـ “فوربس” أن واشنطن “تحاول تذكير هؤلاء المنافسين بأنه مع نشر مثل هذه المعدات، إذا كان هناك أي تصعيد، فإن مجموعات مثل إيران وسورية وروسيا ستكون في وضع تقليدي خطير”.
“أكثر الأسلحة أهمية لواشنطن”
ومنذ أن نشرت الولايات المتحدة قواتها في سورية عام 2015، نادراً ما نشرت أسلحة ثقيلة مثل قاذفات صوريخ “هيمارس”.
واعتمدت بدلاً عن ذلك على الضربات الجوية لدعم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) العاملة على الأرض، ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ومن بين الأسلحة الثقيلة التي استخدمتها واشنطن في سورية مدافع “هاوتزر” (M777)، خلال حربها ضد التنظيم في الرقة عام 2017.
وأسهمت تلك المدافع بإخراج التنظيم من أكبر معاقله (الرقة)، حسب “فوربس”.
لكن تعتبر صواريخ “هيمارس” ذات مدى أطول بكثير من “M777″، وهي من أكثر الأسلحة “أهمية” في مخزون القوات الأمريكية.
ونشرت الولايات المتحدة هذه الأنظمة لأول مرة في سورية عام 2017، واستخدمتها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في الرقة.
وذلك عبر نقلها من الأردن إلى القاعدة الأمريكية في التنف، الواقعة على حدود سورية مع الأردن والعراق.
وقال رايان بول إن “هيمارس” هو “أطول نظام أرضي بعيد المدى تنشره الولايات المتحدة في سورية”.
وأضاف: “تهدف واشنطن إلى تذكير خصومها بمدى الضرر الذي يمكن أن تحدثه قواتها على الأرض رغم محدودية عددها”.
وهذه الأنظمة من الصواريخ المدفعية المتنقلة مركّبة على عربة ذات ست عجلات، ويديرها طاقم مكون من ثلاثة أفراد.
ويتم استخدام الصواريخ الموجهة التي تطلقها “هيمارس” في ضربات دقيقة متوسطة المدى، تصل إلى 70 كم.