طرح العميد المنشق عن قوات النظام السوري، مناف طلاس “مرحلة انتقالية في سورية تشمل جمع السلاح والمحافظة على السلم الأهلي بهدف الوصول إلى حل سياسي”.
وجاء ذلك في حوار مع صحيفة “القدس العربي“، اليوم السبت، إذ تحدث طلاس أيضاً عن ترتيب آلية العمل الخاصة بـ”المجلس العسكري”، وفق الإمكانات الدولية.
ولطالما أثار اسم مناف طلاس خلال السنوات الماضية الكثير من الجدل، وكذلك الأمر بالنسبة لـ”المجلس العسكري” الذي لا تعرف الأسماء المشكّلة له، ومدى فاعليته على أرض الواقع.
ويقيم ابن وزير الدفاع الأسبق، مصطفى طلاس في العاصمة الفرنسية باريس، ومنذ انشقاقه غاب عن الأضواء الإعلامية والسياسية والعسكرية.
ومع ذلك حاول صحفيون وضباط مقربون منه إثارة فكرة “المجلس العسكري” والدول الذي قد يلعبه طلاس “في سورية المستقبل”، بين عام وآخر.
ماذا يريد طلاس؟
وقال في حواره مع الصحيفة: “ليس هدفنا العودة إلى الحكم العسكري أو العمل إلى الوصول إليه، وإنما نحن سنعمل وفق تخصصاتنا ودورنا القانوني المتبع في كل دول العالم المتحضر”.
وأضاف أن طرحه يشمل “جمع السلاح غير المنضبط وحصره بيد المؤسسة العسكرية الوطنية، والمحافظة على السلم الأهلي، وحماية الاستقرار في المرحلة الانتقالية، والمساهمة في توفير البيئة الآمنة لمرحلة التعافي بهدف الوصول إلى حل سياسي وعملية سياسية ذات مصداقية وفق قرارات الأمم المتحدة”.
وأوضح أنهم “يركزون على إعادة ترتيب آلية عمل المجلس العسكري، بحيث تساهم القوى الوطنية السورية بشكل أكبر من السابق في دعم المشروع”.
وتحدث من جانب آخر عن نية “إطلاق حركة التحرر الوطني التي تحتاج لزج كل القوى الوطنية السورية فيها سواء العسكرية أو المدنية”.
ولا يوجد أي وزن عسكري أو سياسي معلن لمناف طلاس على الأرض، فيما تتحدث تقارير إعلامية عن وجود ضباط ينتهجون فكره في مناطق الشمال السوري، الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة.
وتأتي إطلاله العميد المنشق في وقت تتجه الأنظار إلى مآلات الحل السياسي المتعلق بسورية، ولاسيما بعدما أعادت دول عربية علاقاتها مع نظام الأسد، وفق مقاربة “خطوة مقابل خطوة”.
“ولدت ميتة”
وفي مطلع عام 2021 كانت فكرة “المجلس العسكري” المرتبط بطلاس قد ترددت على نحو كبير، وارتبطت باسم “منصة موسكو” و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وبدأت القصة عندما نشر صحفيون وشبكات إعلامية معلومات أفادت بنية بعض الضباط تشكيل “مجلس عسكري” في سورية، على رأسهم العميد مناف طلاس.
وبينما لم يصدر أي تعليق من جانب العميد المنشق، اتجه عدد من الضباط إلى الترويج لهذه الفكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض التقارير الإعلامية.
ومن أبرز التقارير التي تناولت الأنباء، حينها، صحيفة “الشرق الأوسط”، من خلال حديثها عن “وثيقة”، قالت إن معارضون من منصتي موسكو والقاهرة قدموها لتنفيذ القرار “2254”.
وقدمت الوثيقة اقتراحاً بـ”تشكيل مجلس عسكري” خلال مرحلة انتقالية يتم الاتفاق حول مدتها.
لكن “منصة موسكو” نفت في ذلك الوقت المعلومات بشكل قاطع واعتبرت أن فكرة “المجلس العسكري ولدت ميتة”.
بدوره أوضح الفنان جمال سليمان أحد أعضاء “منصة القاهرة” أنه طرح فكرة “المجلس العسكري” بشكل شخصي في زيارة له لموسكو.
ونفت روسيا، في وقت سابق وجود أي محادثات حول “المجلس العسكري”.
وقال مبعوث بوتين إلى سورية، ألكسندر لافرنتيف، في 16 فبراير/شباط 2021 إنه لا توجد أي محادثات حول “المجلس العسكري” في سورية.
وبحسب لافرنتيف، فإن الحديث عن تشكيل مجلس عسكري هو “تضليل متعمد يهدف لنسف المحادثات والعملية السياسية” السورية.
في المقابل أعلنت ” قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بموازاة التصريحات السابقة أنها تواصلت مع مناف طلاس بهدف التوصل لتفاهمات ترضي جميع الأطراف، وأبدت جاهزيتها للمشاركة بالجسم العسكري.
وقال المتحدث الرسمي لقوات “قسد”، غابرييل كينو، إن “تشكيل المجلس العسكري خطوة أساسية للحل في سورية”.
وأضاف: “ننظر بعين الثقة إلى العميد طلاس وليس لدينا مشكلة حوله أو معه وثقتنا به كبيرة”.