“لأنها روح”.. حملة تدعم وصول النساء للتعليم الجامعي شمال غربي سورية
أطلق عدد من الناشطين والإعلاميين في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، حملة إعلامية لدعم النساء الجامعيات، اللواتي يدرسن في شمال غرب سورية، تحت اسم “لأنها روح”.
تضمنت الحملة إقامة عدد من الأنشطة والفعاليات، التي تهدف بحسب القائمين عليها إلى تسهيل وصول الطالبات للتعليم الجامعي، عبر الضغط على صناع القرار، من أجل تخفيض الرسوم الجامعية ومساعدة النساء “الأشد ضعفاً” بإكمال تعليمهن.
وحملت الفعاليات شعارات عدة، أبرزها: “من حق كل سيدة سورية الوصول إلى التعليم الجامعي”، “تعليم النساء يساهم في بناء مجتمع سليم”، “لا ينمو المجتمع بأبنائه إلا بوصول النساء السوريات لتعليم جامعي حقيقي”.
يقول عبد الله محمد، أحد القائمين على الحملة، إنها تهدف بشكل أساسي لمساعدة النساء الجامعيات من فئة الأرامل والمطلقات وذوات الإعاقة، والناجيات من الاعتقال.
مضيفاً في حديثه لـ “السورية نت” أن هذه الفئات هي “الأشد ضعفاً” في المجتمع شمال غربي سورية.
وبحسب محمد فإن “المرأة التي تتعلم، ستكون فاعلة في المجتمع، وتكون خير مربية لأطفالها، وقادرة على بناء جيل متعلم، نتيجة اتساع معارفها ومداركها العلمية”، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن الحملة لاقت “تفاعلاً كبيراً” من قبل القائمين على القطاع التعليمي، والفعاليات المدنية بالمنطقة، خاصةً المعنية بشؤون المرأة ومناصرة حقوقها.
معرباً عن أمله بأن تتكلل هذه الحملة بالنجاح والوصول للهدف المرجو منها.
تخفيض الرسوم بنسبة 25%
من جانبها، قالت حسناء العيسى، وهي مسؤولة التواصل في الحملة، إن الحملة تسعى للضغط على أصحاب القرار في مجلس التعليم العالي، لتخفيض الرسوم الجامعية بمقدار 25% على الأقل.
وأشارت إلى أن الحملة تهدف لأن يكون هذ القرار “مستداماً”، اعتباراً من العام الدراسي المقبل.
وأفادت العيسى لـ”لسورية نت” أن الشريحة المستهدفة من الحملة “محددة”، وتشمل النساء الجامعيات من شريحة الأرامل، ولا يشترط أن تكون “أرملة شهيد”.
كما تشمل المطلقات وذوات الإعاقة بمختلف أشكالها، معتبرةً أن دعم هذه الفئة “واجب على كل المجتمع المحيط”.
ودعت العيسى المنظمات إلى التركيز على هذه الفئة “الهشة والضعيفة”، خاصة أن الكثير منهن معيلات لأسرهن، ولا يستطعن تحمل مصاريف التعليم في الجامعة، وفق ما تقول.
يشار إلى أن الشمال السوري يشهد إقبالاً كبيراً على التعليم، خاصة من النساء في المراحل الجامعية، مع تزايد الوعي تجاه ضرورة تعلم النساء قياساً بالسابق.
وزادت الدعوات إلى ضرورة دعم النساء في مسيرتهن التعليمية، من تقديم المنح الدراسية وتخفيض الرسوم وعلامات المفاضلة، وتأمين المواصلات والسكن الجامعي المجاني لهن، من أجل تخفيف الأعباء الدراسية.
تفاعل ووعود بـ “الاستدامة”
عمل القائمين على الحملة على عقد عدة لقاءات مع عدد من الفعاليات المدنية والجهات المعنية في مدينة اعزاز شمال حلب، بهدف مناصرة الحملة وتسهيل وصولها لهدفها.
يقول عبدالله المرندي، رئيس مكتب اتحاد الطلبة في شمال حلب، إن “هدفنا الأساسي تحسين وضع الطالب الجامعي، خاصة من الفئات الهشة والضعيفة”.
مضيفاً لـ “السورية نت”: “نؤيد الحملة وندعمها بما نستطيع، عبر المساهمة بإحصاء أعداد الطالبات من الأرامل والمطلقات وذوات الإعاقة والناجيات، من أجل الحصول على قرار من مجلس التعليم العالي بخصوص ذلك”.
ونوَه المرندي إلى الحاجة لأن يكون القرار مستداماً، وليس فقط لمفاضلة العام القادم 2023- 2024، وذلك “من أجل أن تستفيد أكبر شريحة ممكنة منه”.
ولفت إلى وجود صندوق لدعم الطلاب “الأشد ضعفاً” في الجامعات شمال حلب، لكن دون وجود قرار رسمي من مجلس التعليم يلزم الجامعات بتخفيض الرسوم الجامعية بنسبة معينة للشرائح المدرجة ضمن أهداف الحملة.
من جانبه، أيَد الدكتور جهاد حجازي الحملة، وقال في حديثه لـ “لسورية نت”، إنه سيدفع باتجاه إصدار قرار من مجلس التعليمي العالي لمساعدة هذه الشريحة من النساء.
وأضاف أنه يشجع مبادرات شبابية كهذه، “من أجل تحسين واقع المجتمع وخاصة تعليم النساء، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الجميع”.
وتحدث عن إمكانية مساعدة النساء الجامعيات الأشد ضعفاً، عبر إقامة حضانة من أجل أطفالهن، وتأسيس مفاضلة خاصة بهن مستقبلاً، للوصول لهدف أكبر مما هو مخطط له.
وترى حسناء العيسى أن الحملة مازالت في بدايتها، ورغم ذلك فالتفاعل كبير على حد قولها.
وأضافت: “الاجتماعات مستمرة مع اتحاد طلاب سورية ومكاتب الطلبة في الجامعات ووزارة التعليم العالي والمنظمات المعنية بالتعليم وشؤون المرأة، لكسب الحشد والتأييد والمناصرة لهذه الحملة”.
ولا تقتصر الحملة على التواصل المباشر مع الجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة فحسب، وفق ما تقول حسناء، بل تتضمن لوحات طرقية توعوية للمجتمع ورسم جداريات وتوزيع بوسترات، بالإضافة لبرنامج مرئي لمناصرة الحملة والتعريف بأهدافها.
وازداد عدد النساء الأرامل والمطلقات وذوات الإعاقة، بالإضافة الى الناجيات من الاعتقال، نتيجة الحرب الدائرة في سورية على مدار عقد من الزمن.
الأمر الذي اضطر الكثير من النساء لأن يكنَ معيلات لأسرهن، وعرقل إمكانية متابعة تعليمهن.
وتشير تقارير إلى ارتفاع أعداد الطلاب والطالبات في جامعات الشمال السوري، رغم الصعوبات المادية والاقتصادية، إذ وصل العدد بحسب إحصائيات تقديرية لعاملين في التعليم الجامعي إلى ما يزيد على 50 ألف طالب جامعي.