أزمة “حواضن الأطفال ” في إدلب تنتظر حلولاً.. معظمها منتهية الصلاحية
كان الحال الصحي للمولود عبد الله عبّارة، يستدعي المبيت في حاضنة للأطفال مدة 8 أيام، وجرت الإجراءات على ما يرام، قبل أن يكتشف والده أنّ تكلفة الليلة الواحدة 100 دولار أمريكي في المستشفيات الخاصة.
يقول والد الطفل لـ”السورية.نت”: “عندما اكتشفت هذه التكلفة المرتفعة، أطلقت نداء استغاثة موجه للمعارف وكل الناس من حولي، لإيجاد حاضنة مجانية في مستشفى عام”.
ويعاني الأهالي في محافظة إدلب من رحلة بحث طويلة عن حواضن لحديثي الولادة الذين يحتاجونها، في ظل الضغط السكاني وقلة أعداد الحواضن في القطاع الطبي.
وتحضر أزمة “حواضن أطفال” في مناطق شمال غربي سورية، مع كل أزمة تضرب هذه المناطق، كان آخرها إغلاق معبر “باب الهوى” أمام الحالات المرضية الباردة، بعد زلزال 6 فبراير/شباط من العام الجاري.
“حياتهم معلّقة بجرعة”.. مرضى السرطان في إدلب بين “فكّين”
أزمة حواضن الأطفال مستمرة
يوضح والد الطفل عبّارة، أنّ “تكلفة الليلة الواحدة هي 100 دولار، عدا مصاريف الأشعة والتحاليل والأدوية، وبلغت تكلفة مبيت طفلي ليلة واحدة 128 دولاراً”.
ويضيف: “في البداية كنت مضطراً أن أفتح استمارة في المستشفى، لأن حياة ابني في خطر وليس لي خيار آخر”.
وبعد نداء الاستغاثة، تمكّن والد الطفل عبد الله، من نقله لمستشفى “الإخاء” في بلدة أطمة، والمبيت 8 ليالٍ، ليتم تخريجه بصحة جيدة.
ولا تتوقف الأزمة عند حالة الطفل عبد الله، إنما تسجّل حالات بحث شاقة عن حواضن مياومةً، بحسب “أبو الوليد”، وهو منسق في منظومة إسعاف طبية في إدلب.
ويقول لـ”السورية.نت”، إنه “لا يمر يوم دون أن تصلني حالة بحاجة لحاضنة أطفال”.
“انتهى عمرها الافتراضي”
يقول حسام قره محمد، وهو نائب مدير صحة إدلب، أنّ “قسم الحواضن في أي مستشفى، يعتبر أساسياً لتقديم خدمات الصحة الإنجابية، للارتباط الوثيق بين عدد الولادات وعدد الأطفال الذين يحتاجون عناية متقدمة في قسم الحواضن”.
ويتوفر في مستشفيات إدلب نحو 181 حاضنة عاملة، عمرها الافتراضي منتهي، 28 حاضنة قيد الصيانة، بحسب مديرية صحة إدلب، مؤكداً أنّ “العدد غير الكافي بسبب الضغط السكاني وموجات النزوح”.
ويشير قره محمد، في حديثٍ لـ”السورية.نت”، إلى أنّ “نسبة الإشغال مرتفعة جداً وتتفاوت بحسب موسمية الأمراض”.
ويلفت إلى أنّ “الكثير من هذه الحواضن في الخدمة، لكن ليست ضمن الصلاحية والجودة الحقيقية، وإنما استخدامهم بسبب الحاجة الماسة وعدم القدرة على تأمين حواضن جديدة”.
وتعمل المديرية، بحسب قره محمد، على التنسيق مع الشركاء من المنظمات الطبية والمانحين، لزيادة عدد الحواضن وزيادة السعة الاستيعابية، وتمكنت من افتتاح إعادة مستشفيات توقف الدعم عنها سابقاً.
“ضغط نفسي”
يقدر الطبيب فراس الحمدو، وهو طبيب حواضن في مستشفى “ابن سينا ـ سامز” في مدينة إدلب، أن أعداد الحواضن المتوفرة تخدّم ما نسبته من 50 إلى 60 في المئة من الاحتياج اليومي، إذ يوجد نحو 500 ولادة يومية في المنطقة.
يتحدث الحمدو لـ”السورية.نت”، عن “ضغط نفسي يتعرّض له القطاع الطبي من جهة، والأهالي من جهة أخرى، بسبب نقص الحواضن”.
ويوضح أنّ “الأطفال المولودين حديثاً، قد يحتاجون في الانتظار من 24 ساعة إلى 48 ساعة، حتى نتمكن من نقلهم إلى حاضنة، بسبب عدد الحواضن القليل، وارتفاع تكلفة الحواضن في المستشفيات الخاصة”.