يزور وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي دمشق، ومن المقرر أن يناقش مع نظرائه في النظام السوري 3 ملفات، على رأسها “مبادرة عمّان” بشأن الحل في سورية.
وتأتي زيارة الصفدي، اليوم الاثنين، بعد شهر من اجتماع “عمّان التشاوري” وما سبقه وتبعه من خطوات عربية اتجاه النظام السوري، إذ أقدمت عدة دول على فتح أبواب العلاقة معه، ضمن مقاربة “خطوة مقابل خطوة”.
وذكرت وكالة “عمّون” أن الصفدي سيبحث خلال الزيارة مع المسؤولين السوريين “ملف العلاقات الثنائية وملف العلاقات العربية، ومبادرة حل الأزمة”.
وتناول الصفدي الأحد، في “مركز الحسين الثقافي”، المقاربة الأردنية الجديدة تجاه سورية وأزمتها والتي توجت بعودة النظام السوري إلى الجامعة العربية.
وقال “إن الأردن الأكثر تضرراً بعد الشعب السوري من استمرار الأزمة السورية”.
ماذا قدم الأسد؟
وأوضح الوزير الأردني أن “المقاربة الدولية في التعامل مع الأزمة السورية كانت تنصب على إدارة الأزمة وبقاء الوضع الراهن”.
وشدد الصفدي على أن الأردن يعتبر متضرراً من المقاربة الدولية وكذلك الشعب السوري، “فكانت المقاربة الأردنية الجديدة، والتي تبناها العرب”.
وتستهدف المبادرة، وفق الصفدي “إعادة سورية والانفتاح عليها والبحث عن حل للأزمة ودعم المصالحة السورية الداخلية، ووقف كل التحديات والمخاطر التي تهدد دول الجوار وعلى رأسها الأردن، الذي يعاني من تهريب المخدرات وتحديات أمنية وتداعيات أزمة اللجوء السوري في ظل تراجع الدعم الدولي للدول المستضيفة”.
وعلى مدى الشهر الماضي لم يقدم النظام السوري أي خطوات فعلية بشأن البيان الختامي لاجتماع “عمان التشاوري”.
إذ استمرت عمليات تهريب المخدرات وحبوب “الكبتاغون” في وقت لم تطرأ أي تحديثات على ملف اللاجئين السوريين، والمسارات السياسية المتعلقة بالحل في سورية.
وأشار الصفدي إلى إن “لجنة التنسيق العربية مع سورية تواصل حواراتها وجهودها مع الحكومة السورية لتنفيذ التزامات بيان عمان الذي تبع مؤتمر جدة العربي”.
وأضاف أن “الملك عبدالله الثاني والدبلوماسية الأردنية عملا بكل قوة على تسويق المقاربة الأردنية لحل الأزمة السورية ووجدت صدى إيجابياً لدى الكثير من الفاعلين الدوليين، لكنها أيضاً ما تزال تواجه ببعض العقبات التي نأمل بحلها وتجاوزها”.
“مضنية ومعقدة”
وسبق وأن جدد الأردن تمسكه بسياسة “خطوة مقابل خطوة” المتعلقة بالعلاقة مع نظام الأسد، رغم أنه وصفها بـ”المقعدة والمضنية”.
وكان الصفدي، قد تحدث في مايو الماضي عن “إشكالات كبيرة” تواجه السياسية المذكورة.
ومع ذلك أوضح تقرير لصحيفة “القدس العربي” أنها “تبدو اليوم العملية الوحيدة المتاحة في المقياس الدبلوماسي الأردني”، ولاسيما مع وجود قضايا إشكالية على المحك، مثل فتح الحدود والمعابر المغلقة بين سورية والأردن وتركيا ولبنان.
إضافة إلى القضية المتعلقة باللاجئين وعودتهم بالتدريج، و”لو ببطء زاحف إلى وطنهم”.
وتشير التقديرات إلى أن “الخطوة مقابل خطوة”، هي الوحيدة المتاحة ونجاحها مرهون بمقدار ونسبة تجاوب النظام السوري.
ونقلت “القدس العربي” عن الخبير والسياسي الدكتور محمد حلايقة، في 26 من أيار/مايو الماضي أن “لتجاوب فيه مصلحة للجميع، لكن التفاعل مع الحكومة السورية اليوم مسألة في غاية التعقيد والمشكلات كبيرة جداً”.