خلال حفل جمع تبرعات خاص بالولايات المتحدة، التقى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مع ثلاثة ناشطين سوريين كانوا من بين الجمهور الذي حضر الحفل، في لقاء “غير مخطط” له، حسب صحيفة “واشنطن بوست”.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، أمس الخميس، إن الحفل انعقد في 27 يونيو/ حزيران الماضي، حين “اغتنم” ناشطون سوريون وجود بايدن فيه للحديث معه بشأن الملف السوري.
تناقضات أمريكية حول رحيل الأسد
ونقلت الصحيفة عن الناشطة السورية آلاء تللو، التي التقت بايدن، قولها إنها أخبرت الرئيس الأمريكي بأن على بشار الأسد الرحيل.
وأجابها بايدن “أوافق على ذلك. لا يمكنني أن أعدك، لكنني سأبذل قصارى جهدي”.
إلا أن “واشنطن بوست” قالت إن رد بايدن على الناشطة السورية “يتناقض” مع الإجراءات الأخيرة لإدارته.
وتشمل التناقضات “إخبار الدول العربية بأن الولايات المتحدة لن تعارض تطبيعها مع الأسد، إلى جانب فشلها بتنفيذ العقوبات الأمريكية ضد داعمي الأسد”.
وبحسب الصحيفة، لم يعد المسؤولون الأمريكيون يتحدثون عن ضرورة رحيل الأسد مؤخراً.
لكن حديث الرئيس الأمريكي مع الناشطين السوريين “كان علامة على أن بايدن ما زال يؤمن برحيل الأسد”.
وقالت تللو للصحيفة الأمريكية: ” لقد شارك (بايدن) في المحادثة بمستوى عالٍ من التعاطف، وشعرت بالكثير من الأمل في أن تساعد الولايات المتحدة والرئيس الشعب السوري”.
إدلب والتطبيع مع الأسد
إلى جانب رحيل الأسد، ناقش الناشطون الثلاثة مع بايدن الوضع في شمال غربي سورية.
وقال الطبيب والناشط محمد بكر غبيس، إنه ناشد الرئيس الأمريكي أن يولي اهتماماً أكبر لمحافظة إدلب السورية.
لافتاً إلى أن “3 ملايين نازح داخلياً يعيشون في بؤس ومعزولين عن العالم، ويتعرضون لهجمات من قبل النظام وروسيا”.
وكان رد بايدن على غبيس: “لا يمكنني إرسال جنود أمريكيين إلى سورية”.
فأجابه غبيس “لا داعي لذلك يمكننا حماية أنفسنا، لكننا نحتاج المزيد من الدعم الأمريكي”.
وبحسب “واشنطن بوست”، أراد الناشطون السوريون من بايدن منح السوريين الذين يعيشون خارج سيطرة النظام السوري المزيد من الدعم الإنساني والاقتصادي.
كما يريدون من الإدارة الأمريكية “أن تدعم علناً مشروع قانون مناهضة التطبيع مع الأسد، الذي من شأنه أن يشدد العقوبات على أي كيان يساعد نظام الأسد ويطبع معه”.
من جانبه، قال الناشط جورج اصطيفو، الذي التقى بايدن في الحفل، إنه قال للأخير “لو أوقفنا الروس في سورية، لما رأينا حرباً في أوكرانيا”.
وأضاف: “لقد تمادى بوتين أكثر بعد أن أفلت من الفظائع التي ارتكبها في سورية”.
وجاء رد الرئيس الأمريكي بأنه “لن يسمح للروس بتحقيق ذلك مرة أخرى”.
وبحسب “واشنطن بوست” قد يظن البعض أن الرئيس الأمريكي كان يخبر الناشطين السوريين بما يريدون سماعه.
لكن الناشطين السوريين “يعرفون من التجربة أن هذه الدردشة السريعة مع الرئيس الأمريكي قد يكون لها تأثير حقيقي”.
وختمت الصحيفة أن “كل ما يطلبه السوريون هو سياسة أمريكية محددة في سورية”.
لكنهم “يرون أن الإدارة الأمريكية تفتقر للمبادرة والاستعداد للانخراط بعمق في الدبلوماسية اللازمة للتفاوض على إنهاء عادل للحرب”.