انتقد حزب الاتحاد الديمقراطي (pyd) روسيا، متهماً إياها بأنها “تتاجر” مع الجانب التركي في ملف مدينة عين عيسى، الواقعة في الريف الشمالي للرقة.
وقالت الرئيسة المشتركة لمكتب العلاقات الدبلوماسية لـ”pyd”، ألماز رومي إن “روسيا تتاجر حسب مصالحها، لذلك تلتزم الصمت حيال الهجمات التركية على المنطقة”.
وأضافت رومي في تصريحات نقلتها وكالة “ANHA”، اليوم السبت: “روسيا تسمح لتركيا باحتلال المنطقة”.
وتشهد مدينة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي توتراً عسكرياً من جانب فصائل “الجيش الوطني” المدعومة من تركيا، والتي كانت قد أطلقت هجوماً محدوداً في الساعات الماضية، وتقدمت على المدخل الشمالي للمدينة.
في حين تستمر الاشتباكات في عدة مواقع شمال وشرق عين عيسى، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي من جانب الجيش التركي.
ويأتي ما سبق رغم دخول عناصر من الشرطة الروسية وقوات الأسد إلى عين عيسى، بموجب اتفاق غير مكتمل مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وحسب المسؤولة في حزب “pyd” فإنه “وبالرغم من وجود اتفاق بين تركيا وروسيا ووجود القوات الروسية وإنشائها نقاطاً جديدة في المنطقة المكتظة بالمدنيين، تواصل تركيا شن الهجمات بدون أي تردد في ظل صمت روسي مستمر”.
واعتبرت أن “الصمت الروسي حيال الهجمات دليل على اتفاق بينها وبين الاحتلال التركي”.
وحتى الآن لم تعلق تركيا وروسيا على ما تشهده مدينة عين عيسى في ريف الرقة من قصف واشتباكات متبادلة بين “الجيش الوطني” و”قسد”.
وتقود المؤشرات في الوقت الحالي إلى نية “الجيش الوطني” وتركيا شن هجوم موسع للسيطرة على عين عيسى، التي تحظى بموقع استراتيجي.
روسيا تتفرج
الاتهام المذكور ليس الأول من جانب الأطراف التي تحكم مناطق شمال شرق سورية.
ويوم أمس الجمعة انتقد مسؤول في “الإدارة الذاتية” موقف قوات الأسد وروسيا المتمركزة في بلدة عين عيسى شمالي الرقة من تعرضها للقصف من “الجيش الوطني”.
وقال نائب الرئاسة المشتركة في الإدارة الذاتية لـ “مقاطعة” تل أبيض، صبري نبو مصطفى، لوكالة “نورث برس” إن القوات الروسية لاتزال حتى هذه اللحظة “تقف موقف المتفرج” من القصف التركي على بلدة عين عيسى.
وأضاف نبو أن محيط القاعدة الروسية شهد سقوط قذائف في أثناء المشاركة في اعتصام مع سكان من البلدة أمامها، ورغم ذلك لم ترد القاعدة على مصدر النيران.
وكان نظام الأسد وروسيا من جهة، و”قسد” من جهة أخرى قد توصلا، الأسبوع الماضي، إلى اتفاق حول مدينة عين عيسى، قضى بإنشاء 3 نقاط مراقبة مشتركة في محيط وداخل بلدة عين عيسى، لمراقبة وقف إطلاق النار والخروقات.
لكن الاتفاق ما يزال غامضاً حتى الآن، مع غياب أي مواقف رسمية من جانب النظام وروسيا حتى الآن.
وتعتبر بلدة عين عيسى أحد أهم المدن بالنسبة لـ “الإدارة الذاتية” شمال شرق سورية، وسقوطها بيد فصائل “الجيش الوطني” وتركيا، سيشكل ضربة كبير لهذه الإدارة.
وتبعد عين عيسى حوالي 55 كيلومتراً عن مدينة الرقة باتجاه الشمال الغربي، وكانت قبل عام 2011 ناحية إدارية في منطقة تل أبيض بمحافظة الرقة، لتُضم فيما بعد إلى منطقة عين العرب (كوباني).