أول دعوى قضائية “تاريخية” ضد نظام الأسد في أمريكا بتهمة التعذيب
رفعت منظمات حقوقية أول دعوى قضائية ضد نظام الأسد في مقاطعة كولومبيا الأمريكية، بتهمة التعذيب في السجون والمراكز الأمنية.
وجاءت الدعوى من قبل “مركز العدالة والمحاسبة CJK” في أمريكا، وشركة المحاماة “Freshfields Bruckhaus Deringer LLP”، وبمشاركة عدد من المنظمات السورية الدولية منهم المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية.
وقدمت الدعوى نيابة عن المواطن السوري الأمريكي عبادة مزيك، الذي اعتقله نظام الأسد في 2012 من مطار دمشق الدولي، وتعرض للتعذيب في فرع المخابرات الجوية في مطار المزة العسكري.
وقال مزيك، حسب بيان صادر عن مركز العدالة: “أقوم برفع هذه الدعوى باسم جميع السوريين الذين تعرضوا للتعذيب في مراكز الاعتقال ولكن لم تتح لهم الفرصة لتحقيق العدالة”.
وأشار المركز أن الدعوى “رُفعت بموجب قانون الحصانات السيادية الأجنبية، وهو قانون اتحادي يسمح للضحايا بمقاضاة الدول الراعية للإرهاب، مثل سورية، على تعذيبها مواطنين أمريكيين”.
وأكد المركز إبلاغ نظام الأسد بالشكوى ضده منذ 8 من فبراير/ شباط الماضي، لكن حتى الآن لم يظهر أي استجابة منه.
ووصف دانيال ماكلولين، كبير محامي الأركان في نقابة الصحفيين الكندية، الدعوى بأنها “تاريخية”.
وقال إن “هذه الدعوى التاريخية تستهدف مسؤولية نظام الأسد عن سياسة الدولة المتمثلة في الاعتقال والتعذيب والاختفاء القسري وإعدام أولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم يشكلون تهديدا للنظام”.
وأوضح: “نعتزم توضيح كيف أن مديرية المخابرات الجوية، المكلفة بمراقبة واعتقال واحتجاز وتعذيب المعارضين السياسيين للنظام، كانت ولا تزال جزءا لا يتجزأ من السياسات القمعية للحكومة”.
وتأتي الدعوى بعد أيام من إصدار السلطات الفرنسية أمراً بمحاكمة 3 مسؤولين كبار لدى النظام، بتهمة ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية” و”جرائم حرب” في سورية.
والمسؤولون الثلاثة هم رئيس مكتب “الأمن القومي” علي مملوك، والرئيس السابق لإدارة الاستخبارات الجوية جميل الحسن، ورئيس فرع التحقيق في الاستخبارات الجوية، عبد السلام فجر محمود.
ويعتبر فرع التحقيق في مطار المزة من أسوأ مراكز الاحتجاز التابعة لنظام الأسد.
وسلطت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في 2011 الضوء على الانتهاكات التي كانت ترتكب في فرع التحقيق، منها “الضرب لوقت طويل بالعصي والجلد بالسياط، والتعليق من الأيدي إلى السقف، واستخدام صواعق الماشية الكهربية وأجهزة الصعق بالكهرباء”.