إيران تعرض الوساطة بين نظام الأسد والأتراك لـ”حل” ملف إدلب
عرضت إيران الوساطة بين نظام الأسد وتركيا، لحل ملف إدلب، والتي تحتدم فيها المعارك بين فصائل المعارضة وقوات الأسد بمساندة من الميليشيات الإيرانية في الريفين الشرقي والجنوبي.
وأعلنت الخارجية الإيرانية، في بيان لها اليوم السبت، أن كبير مساعدي وزير الخارجية وممثل إيران في مباحثات “أستانة”، علي أصغر حاجي، أجرى لقاءً مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، غير بيدرسون، وبحث الجانبان آخر التطورات في سورية وخاصة في محافظة إدلب.
وأعرب حاجي في أثناء اللقاء، عن “استعداد إيران للتوسط بين تركيا وسوريا من أجل حل الخلافات القائمة بينهما”.
كما تطرقت المحادثات، حسب الوزارة، إلى “ضرورة محاربة الإرهاب في محافظة إدلب وتطبيق اتفاق سوتشي، مضيفاً أن “إيران تشدد على ضرورة حماية المدنيين والحد من استخدامهم كدروع بشرية”.
وتأتي وساطة طهران، على الرغم من زجها بمليشيات تقاتل إلى جانب قوات الأسد في معارك ريفي حلب وإدلب، بإشراف مباشر من قادة في الحرس الثوري الإيراني.
وتمكنت قوات الأسد خلال الـ 48 ساعة الماضية من السيطرة على أكثر من 12 قرية بريف حلب الجنوبي، بعد إخلاء الفصائل مواقعها، بسبب كثافة القصف الروسي على المنطقة.
وقتل عدد كبير من عناصر الميليشيات الإيرانية في معارك حلب الأخيرة، إذ نعت صفحات إيرانية مقتل 17 عنصراً من لواء “زينبيون” الباكستاني قتلوا على جبهة خان طومان في ريف حلب الجنوبي.
وسبق وأن قتل القائد العسكري في “الحرس الثوري” الإيراني، أصغر باشابور الملقب بـ”الحاج أصغر”، خلال المعارك التي تشهدها جبهات مدينة حلب الغربية والجنوبية، وهو من أبرز المقربين والمساعدين الشخصيين لقاسم سليماني قائد “فيلق القدس”، والذي قتل بضربة أمريكية، كانون الثاني الماضي، قرب مطار بغداد.
كما زجت إيران بعناصر من ميليشيا “لواء الباقر” السورية في معارك حلب، إذ قتل مسؤول الإعلام الحربي في “لواء الباقر” جمعة تركي الباقر، وقائد “قوات النخبة” في الميليشيا تركي عامر، مع 22 عنصر وقعوا في كمين على محور الصحفيين غرب حلب.
وأسست ميليشيا حركة النجباء العراقية، بقيادة زعيمها أكرم الكعبي ميليشيا “لواء الباقر”، التي يقودها خالد الحسن العلوش، وهو عضو في وزارة المصالحة التابعة لنظام الأسد.
مباحثات روسية تركية
وتأتي وساطة إيران، بالتزامن مع وصول وفد روسي إلى مقر الخارجية التركية في أنقرة، اليوم السبت، لبحث ملف إدلب، حيث ضم الوفد مساعداً لوزير الخارجية، ومسؤولين عسكريين، وممثلين عن الاستخبارات الروسية وفق موقع “روسيا اليوم”.
وفي وقت سابق من اليوم، أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، ميخائيل بوغدانوف، أن موسكو وأنقرة اتفقتا سابقاً على إجراء “مشاورات جوهرية حول التطورات الجارية في منطقة خفض التصعيد في إدلب”، وذلك على خلفية التصعيد الأخير للتوتر في المنطقة.
والخميس الماضي، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن أنقرة تنتظر زيارة وفد عسكري روسي للبلاد، لبحث التطورات في إدلب.
وأضاف المتحدث أنه “قد يتم عقد اجتماع على نمط أستانة، كما يمكن أن يلتقي الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، إلا أننا ننتظر زيارة الوفد العسكري الروسي حالياً”.