تجري مباحثات واتصالات في الوقت الحالي بحسب وسائل إعلام ومسؤولين أتراك من أجل استئناف عملية “بناء الحوار” بين أنقرة والنظام السوري، بعدما تعثر مؤخراً عقد اجتماع رباعي على مستوى نواب وزراء الخارجية في موسكو.
وذكرت صحيفة “الوطن” شبه الرسمية، اليوم الاثنين، أن “اتصالات مكثفة للوصول إلى صيغة خاصة بانعقاد اجتماع اللجنة الرباعية لمعاوني وزراء خارجية سورية وروسيا وإيران وتركيا”.
وكانت آخر هذه الاتصالات بين وزير خارجية النظام، فيصل المقداد ونظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أمس الأحد.
وجاء ذلك بعدما أوضح المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، يوم السبت، أن الاجتماع على مستوى نواب وزراء الخارجية للأطراف الأربعة سوف يعقد، وأن التفاصيل الإضافية حول تطورات هذا المسار ستظهر قريباً.
وقال المتحدث إن هناك 3 قضايا رئيسية مطروحة على طاولة البحث، وهي التنسيق في الحرب على “الإرهاب” ودفع العملية السياسية لمواصلة محادثات “أستانة”، والعودة الكريمة للاجئين السوريين إلى وطنهم، مشيراً إلى أن النظام السوري ما زال “يجرّب بعض الطرق لتخريب هذه العملية”.
وتابع المتحدث باسم الرئاسة التركية: “الغرض من هذه الاجتماعات هو حماية وحدة أراضي سورية، إضافة إلى إنشاء نظام يأخذ في الاعتبار مخاوفنا الأمنية”.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قد أجرى اتصالاً هاتفياً، يوم السبت، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وأكد الاثنين على ضرورة استكمال عملية بناء الحوار بين أنقرة والنظام السوري.
في غضون ذلك نقلت صحيفة “الوطن” القريبة من النظام، عما وصفته بمصدر دبلوماسي غربي، قوله إن المشاورات بشأن انعقاد اجتماع نواب وزراء الخارجية متواصلة، وإن “هناك تقارباً حيال عدد من النقاط التي منعت حصول الاجتماع حتى الآن”.
وأضافت الصحيفة، الأحد، أن “الضمانات” التي أصر عليها النظام بشأن الانسحاب التركي من الأراضي السورية “ما زالت على الطاولة، وستشكل أرضية للانطلاق إلى أي مباحثات بين الجانبين”.
وكان من المقرر أن تشهد موسكو في يومي 15 و16 مارس الحالي اجتماعاً على مستوى نواب وزراء خارجية تركيا وروسيا والنظام السوري وتركيا.
وبينما أكدت وسائل إعلام تركية هذا التوقيت لم تؤكده روسيا وإيران، بينما ألمح بشار الأسد في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم”، إلى أن سبب التأجيل عدم قبول وفد النظام حضور الاجتماع لعدم وجود جدول أعمال واضح.
وقال رأس النظام السوري إن “الوفد التركي اقترح من أجل الاجتماع الرباعي، ألا يكون هناك جدول أعمال للقاء، وألا يكون هناك شروط أو أية توقعات”، مضيفاً: “نحن نصر إما أن يكون هناك جدول أعمال واضح، أو أن نقوم بالتأكيد على بند الانسحاب”.
واعتبر رئيس النظام أن حضور الاجتماع، لن يكون قبل اتفاق الأطراف المشاركة على وضع جدول أعمال واضح يقوم على انسحاب القوات التركية من سورية.
وبعد هذه الكلمات كشف وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو عن أسباب تأجيل الاجتماع الرباعي، وقال: “قال الروس: لم نتمكن من الاستعداد لذلك، فلنؤجله. لكن النظام السوري كان حاضراً وربما اتخذواً قراراً مشتركاً”.
وتابع: “ثم قالوا (الروس): سنفعل ذلك في المستقبل، وقلنا حسناً”.
ورداً على سؤال حول الزيارة التي أجراها رأس النظام السوري، بشار الأسد إلى موسكو أضاف الوزير التركي أنه لا يمكنه التعليق على المحادثات بين الجانبين، مشيراً إلى أن “اللقاء الرباعي كان عرضاً روسياً وأنهما ينتظران تاريخ من روسيا”.