استجابة طارئة لموجات النزوح الجديدة في الشمال السوري.. هذه أبرز العوائق والصعوبات
تعمل المنظمات الإنسانية، وفرق الدفاع المدني، وإدارات المخيمات في الشمال السوري، على تكثيف عمليات الاستجابة الفورية الطارئة، لموجات النزوح الجديدة في الشمال السوري، جراء حملة القصف المستمرة منذ ثلاثة أسابيع، من قبل روسيا وقوات الأسد على مناطق ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي.
وأكد فريق “الدفاع المدني”، أن فرقه تواصل عملها لمساعدة النازحين من ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، الذين “تعج بهم الطرقات بعد أن خرجوا من تحت جحيم القصف وركام الموت بما خف من أمتعتهم إلى تيه النزوح ومرارة التهجير”.
وأضاف “الدفاع المدني”، اليوم الجمعة، على معرفاته الرسمية، أن فرقه تعمل على “تسهيل ساحة قرب بلدة كفرروحين في سهل الروج غربي إدلب، لإنشاء مخيم يتسع لحوالي 50 خيمة لأهلنا المهجرين”.
أبرز العوائق والصعوبات
وقال مدير فريق “منسقو استجابة سوريا”، محمد حلاج لـ”السورية نت”، اليوم الجمعة، إن “الأوضاع مأساوية جداً، وخاصة أن فصل الشتاء حمل نزوح أعداد كبيرة، من ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، باتجاه الشمال، إذ ما تزال هناك عائلات في العراء ولم يتم تأمين مأوى لها بعد”.
وأكد ذات المتحدث، أن “هناك نقص في الاستجابة الانسانية الحاصلة في المنطقة، حيث تقدر نسبة الاستجابة اليوم نحو 5 بالمئة”، مشيراً إلى أن هناك نقصاً كبيراً في تمويل المساعدات الإنسانية، الأمر الذي سبب عجزاً في موضوع المأوى وموضوع المساعدات الغذائية، والعيادات المتنقلة”.
وشدد حلاج على مسألة غياب الاستجابة الحقيقي بشكل كامل، مرجعاً ذلك لعدة أسباب”أبرزها أعداد النازحين المتزايدة، وكذلك فإن عمليات التمويل للطوارئ تأخذ وقتاً، إضافة إلى توقيت نهاية العام 2019 يسبب ضعف في عمليات الاستجابة”.
من جانبها، وصفت الصحفية السورية المتواجدة في الشمال السوري، سناء العلي في تصريح لـ “السورية نت”، الوضع في إدلب بـ “الكارثي”، مؤكدة أن “الإستجابة ضعيفة ولا تكفي ولا تستوعب الأعداد الهائلة من النزوح/ الذي بدأ منذ بداية شهر رمضان الفائت وتفاقم في الفترة الأخيرة بسبب الحملة العسكرية على معرة النعمان وأريافها”.
ولفتت الصحفية، إلى أن “المخيمات التي كنا ومازلنا نناشد لتحسين وضعها، زاد النزوح الأخير من معاناتها، إذ أن هناك عائلات أصبحت المساجد مأوى لها، أو في بيوت لم تُجهز بعد ولا يوجد فيها مقومات الحياة خاصة في ظل فصل الشتاء الذي لا يخفى على أحد”.
وكانت منظمة الصحة العالمية، عبرت مؤخراً عن قلقها الكبير بشأن الوضع الصحي للمدنيين بمحافظة إدلب، وأكدت في بيان صادر عنها، أن الأيام الأخيرة شهدت نزوح نحو 130 ألف مدني عن منازلهم بسبب الهجمات المتزايدة من قبل قوات الأسد وروسيا.
ولفت البيان، إلى أن الهجمات التي تستهدف المدنيين تولد تأثيراً سلبياً، وتجعل الوضع الإنساني في إدلب أكثر صعوبة، مشيرة إلى أن 12 مليون شخص في سورية، بحاجة إلى خدمات صحية، 2.7 مليون منهم شمال غربي البلاد.
ونوه البيان، إلى أن 500 ألف شخص في جنوب إدلب، بحاجة إلى خدمات صحية عاجلة، بالتزامن مع إغلاق 14 مركزاً صحياً أساسياً ومستشفيين في المنطقة بسبب الظروف الأمنية، وفق ما نقلت “الأناضول”.
يشار إلى أن الحملة المستمرة منذ ثلاثة أسابيع، من قبل روسيا وقوات الأسد على مناطق ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي، أسفرت عن مقتل 252 مدنياً، 31% منهم أطفال، بواقع 79 طفلاً وطفلة.
ووفق ما ذكر فريق “منسقو استجابة سوريا”، في تقرير سابق، فإن أكثر من 216 ألف نسمة، نزحوا من المنطقة “منزوعة السلاح” في إدلب، منذ بداية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.