“المقابلة التي لم تُبَث”.. سجالات وجدلٌ أحدثته مقابلة الأسد مع قناة إيطالية
أثارت مقابلة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، مع قناة إيطالية، جدلاً في الأوساط السياسية والإعلامية، بعد رفض القناة بث المقابلة لأسباب متعلقة بتنسيق البرامج.
وبحسب ما ذكرت وسائل إعلام النظام الرسمية، فإن قناة “RAI NEWS24” الإيطالية ماطلت ببث المقابلة، التي أجرتها المديرة التنفيذية للقناة، مونيكا ماجوني، مع الأسد في دمشق، بتاريخ 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، على أن تُبَث في 2 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إلا أن القناة امتنعت عن بثها.
وبررت مجموعة “RAI” للبث الإذاعي والتلفزيوني، عدم بثها للمقابلة بأنه لم يتم التنسيق معها، من قبل الصحفية التي أجرت اللقاء مع الأسد، وقال المدير التنفيذي للمجموعة، فابريتسيو ساليني، في بيان له، إن مقابلة الأسد “لم تُقدم أي من قنوات المجموعة طلباً بشأنها، ما جعل تحديد موعد البث أمراً مستحيلاً أصلاً”، مضيفاً “لقد أُجري الحوار دون تكليف من أي برنامج يتبع للشبكة، وبالتالي لم يتم الاتفاق على موعد لبثه مسبقاً”.
كل ذلك دفع “رئاسة الجمهورية السورية” إلى نشر المقابلة، مساء الاثنين، عبر معرفاتها الرسمية وحساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، تحت عنوان “المقابلة التي لم تُبَث”.
“تويتر” يُغلق حساب الرئاسة
في أثناء بث “رئاسة الجهورية السورية” مقابلة الأسد مع القناة الإيطالية، عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أمس، قام “تويتر” بإغلاق حساب الرئاسة بشكل مفاجئ ودون ذكرالأسباب، إلا أنه أعاد فتح الحساب، اليوم، دون إبداء أي تعليق.
وكانت وسائل إعلام النظام شنت حملة على الإعلام الأوروبي، بسبب الامتناع عن بث المقابلة، حيث قالت “رئاسة الجمهورية” في بيان لها، السبت الماضي، “كان حرياً بوسيلة إعلام أوروبية أن تتقيد بالمبادئ التي يدعيها الغرب، وخصوصاً أنها تعمل في بلد هو جزء من الاتحاد الأوروبي، الذي يفترض أن تكون الحريات الإعلامية والرأي والرأي الآخر جزءاً أساسياً من قيمه”.
فيما أثارت الحادثة بلبلة في الأوساط الإيطالية، على اعتبار أن المقابلة أجراها شخص من خارج فريق التحرير، ويشغل وظيفة إدارية ولم يعد صحافياً، خاصة أن شبكة “RAI” تضم أكثر من 1700 صحافي، بحسبما ذكرت صحيفة “ال فاتو كوتيديانو” الإيطالية.
وتعليقاً على ذلك، كتب الصحفي الإيطالي أنجيلو جيمبالا عبر حسابه في “تويتر”، أن مجموعة “RAI” لن تبث المقابلة، على اعتبار أن الصحفية التي التقت الأسد، لم تكن مكلفة بذلك، مضيفاً في تغريدة كتبها، الأحد الماضي، أن جدول البرامج في القناة “لا يسمح ببثها”.
ومن المقرر أن تعيد قناة “الميادين”، المقربة من نظام الأسد، بث المقابلة عبر معرفاتها الرسمية، اليوم الثلاثاء، حسبما أعلنت عن ذلك.
ماذا قال الأسد في المقابلة؟
كرر الأسد في لقائه مع الصحفية الإيطالية تصريحاته السابقة، والتي وردت خلال مقابلات أجراها في الفترة الماضية مع وسائل إعلام محلية وروسية، موجهاً اتهامات للغرب بالمسؤولية عن الحرب في سورية، وواعداً أن سورية ستخرج “أكثر قوة”.
وأضاف الأسد أن أوروبا “كانت اللاعب الرئيسي في خلق الفوضى في سورية، ومشكلة اللاجئين فيها، بسبب دعمها المباشر للإرهاب، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا ودول أخرى”.
كما أنكر استخدامه للأسلحة الكيماوية ضد شعبه بقوله “ما فعلته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية هو فبركة وتزوير لتقرير بشأن استخدام الكيميائي، لمجرد أن الأميركيين أرادوا منها فعل ذلك، لتثبت أنها منظمة منحازة ومسيسة تستخدم كذراع لأميركا والغرب لخلق المزيد من الفوضى”.
وتحدث الأسد في المقابلة، التي نشرتها وكالة أنباء النظام “سانا” عبر موقعها الرسمي، عن تدهور الأوضاع الاقتصادية في سورية، مشيراً إلى أن لبنان “سيؤثر في سورية أكثر من أي بلد آخر لأنه جارنا المباشر. لكن مرة أخرى، إذا كان ما يحدث (في لبنان) عفوياً ويتعلق بالإصلاح والتخلص من النظام السياسي الطائفي، فإنه سيكون جيداً للبنان. ومجدداً، فإن ذلك يعتمد على وعي الشعب اللبناني بألا يسمح لأي كان من الخارج أن يحاول استغلال التحرك العفوي أو المظاهرات”.
وأعاد الأسد الحديث عن العقوبات المفروضة على نظامه، وأثرها على إعادة الإعمار في سورية، مؤكداً أن بعض الشركات الأجنبية عملت على إيجاد طرق للالتفاف على هذه العقوبات، “وقد بدأنا بالتخطيط. ستكون العملية بطيئة، لكن لولا العقوبات لما كان لدينا أي مشكلة في التمويل”، على حد قوله.