أوضح المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون تفاصيل المقاربة المتعلقة بالحل في سورية، والمعروفة باسم “خطوة مقابل خطوة”.
وهذه المقاربة تسير من خلالها الدول العربية على صعيد علاقتها المستجدة مع النظام السوري، وكانت آخر محطاتها حضور بشار الأسد اجتماعات القمة العربية في مدينة جدة السعودية.
وقال بيدرسون في حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط“، إنه يحاول مع الدول الفاعلة في سورية “القيام بخطوات ملموسة ومتدرجة ومتبادلة”.
وأضاف أن “هذه الخطوات تساهم في تحقيق دفع العملية السياسية، ومن المهم جداً أن تكون متوازية وقابلة للتحقق منها، وأن تساهم في تغيير الواقع على الأرض”.
ماذا تتضمن المقاربة؟
وفيما يتعلق بالتفاصيل ذكر المبعوث الأممي أن “ملف المعتقلين والمخطوفين والمفقودين في سورية مهم جداً”.
وكذلك “ضرورة توفير بيئة آمنة وكريمة للعودة الطوعية للاجئين”.
وأضاف أنه “لا بد من مناقشة حقوق الملكية والمنازل والأراضي والتوثيق المدني والخدمة العسكرية الإلزامية”.
ويضاف إلى ذلك، “السلم الاجتماعي أو أمور باتت أكثر أهمية بعد الزلزال، ولابد أيضاً من مناقشة العقوبات”، وفق تعبيره.
ويجب “انخراط الأطراف كافة في عملية سياسية ذات مصداقية ووضع قضايا على الطاولة”.
ويرى بيدرسون أنه “من خلال النقاشات التي أجريتها مع الأطراف كافة هناك تقاطعات بين المبادرات المختلفة على رغم بعض الاختلافات، وهو أمر طبيعي”.
“مساران”
وعلى مدى الشهرين الماضيين بدا لافتاً انحصار مناقشات “الحل السوري” ضمن مسارين، الأول ساحته موسكو والثاني في المملكة العربية السعودية.
وفي حين يحاول المسؤولون الروس تبديد العقبات أمام عملية “بناء الحوار” بين تركيا ونظام الأسد تسعى الدول العربية لإعادة قبول الأخير، مقابل الإقدام على خطوات فيما يتعلق بملف اللاجئين وتهريب المخدرات.
وقال بيدرسون: “ما نراه في موسكو والمبادرة العربية، قد يخلقان ديناميكية جديدة للتحرك، وأقول إنه من المهم جداً أن تستغل دمشق هذه الفرصة للانخراط بجدية”.
وأضاف: “نراقب ما يحصل في مسار موسكو والمبادرة العربية والوضع على الأرض، وبناء على ذلك، سنحدد كيفية التحرك مع الأطراف المختلفة لضمان التنسيق مع السوريين والعرب وموسكو والولايات المتحدة والدول الأوروبية”. “نحن أمام تحدٍ كبير، فإذا لم تنخرط الدول الرئيسية بجدية”.
وتابع المبعوث الأممي: “سنشهد جموداً في العملية، ومهمتي هي الحيلولة دون حدوث ذلك، والرسائل التي تصلني من المسؤولين العرب مشجعة”.
وحتى الآن ما تزال الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية ترفض أي محاولة تعويم لنظام الأسد.
وكانت قد أكدت على موقفها خلال الأيام الماضية، في وقت يرى مراقبون أن ما أعلنته ليس كفيلاً بعرقلة المسار القائم، وخاصة الذي تقوده الدول العربية.