لا تزال أصداء الاجتماع الرباعي في موسكو، والذي ضم تركيا ونظام الأسد وروسيا وإيران، بعد يومين على انعقاده، خاصة بعدما صدر عقبه من تصريحات وبيانات تؤكد وجود عقبات وتحديات أمام عودة العلاقات بين أنقرة ودمشق، بانتظار الانتخابات التركية ونتائجها، بعد ثلاثة أسابيع.
وأعلنت تركيا إرجاء كافة الاجتماعات مع نظام الأسد لما بعد الانتخابات التركية، وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، إن الاجتماع الرباعي المقبل في موسكو، سيعقد بعد الانتخابات الرئاسية التركية.
وأضاف كالن أن الروس “يعملون على تحديد تاريخ الاجتماع جديد في موسكو”، معبراً عن أمله أن تكون اللقاءات جيدة بعد الانتخابات.
وأشار إلى أن تركيا لا تقبل أي شروط مسبقة، مؤكداً ضرورة استمرار المفاوضات بين الطرفين دون وضع شروط.
وكانن بيانات الأطراف الأربعة التي صدرت عقب الاجتماع الأخير، قد أظهرت وجود نقاط خلافية ليست بسيطة، إذ قالت وزارة الدفاع التركية إن الاجتماع بحث “خطوات ملموسة” تتعلق بتطبيع العلاقات بين تركيا وسورية، بالإضافة إلى جهود إعادة اللاجئين السوريين لبلدهم، وسبل مكافحة “الإرهاب” في سورية.
إلا أن صحيفة “الوطن” شبه الرسمية، نقلت عن مصدر سوري أنه لا صحة للبيان الذي نشرته وزارة الدفاع التركية.
وأضاف المصدر أن الاجتماع بحث آلية انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، دون التطرق لأي خطوات تطبيعية بين البلدين.
لكن في المقابل نقل موقع “ميدل إيست آي” عن مسؤول تركي وصفه بـ”الكبير” نفيه لما روجت له صحيفة “الوطن”.
وقال المسؤول إن تركيا لم تناقش انسحاب قواتها من سورية في الاجتماع الرباعي الأخير في موسكو.
وأضاف أن “الأطراف ناقشت الوسائل المشتركة الممكنة للقتال ضد ذراع حزب العمال الكردستاني، وعودة اللاجئين السوريين من تركيا”.
وأشار إلى أن “أي تصريح سوري يدعي خلاف ذلك، هو موقف يتعارض مع الدور البناء للحكومة التركية في المحادثات”.
وكان نظام الأسد يصر سابقاً على شرط الانسحاب القوات التركية من الشمال السوري، قبل الدخول في أي مفاوضات مع نظام الأسد.
تحديات وعراقيل
من جانبه اعتبر السفير التركي السابق في سورية، عمر أونهون، أن بلاده ستسحب قواتها من سورية عاجلاً أم آجلاً، مشيراً إلى أن التطبيع مع نظام الأسد “لن يكون سريعاً”.
وقال في تصريحات لقناة “العربية”، إن تطبيع العلاقات بين تركيا وسورية لن ييحدث بين ليلة وضحاها، مستبعداً وجود تطبيع نهائي بين البلدين.
ويعود السبب إلى عدة نقاط، حسب مجلة “فوربس” الأمريكية، في تقرير صادر اليوم الخميس.
النقطة الأولى هي “انعدام الثقة” بين الطرفين، إذ تقول المجلة “يشعر كلا الجانبين بانعدام ثقة عميق تجاه بعضهما البعض، مع وضوح عدم ثقة الأسد في أردوغان بشكل خاص”.
أما النقطة الثانية هي تسلسل الأهداف الأساسية لكل طرف، إذ ترى تركيا أن الأولوية هي تفكيك “قوات سوريا الديمقراطية” المدعومة من أمريكا، في شمال شرق سورية، وإعادة اللاجئين السوريين من تركيا والبالغ عددهم قرابة 4 ملايين شخص.
في المقابل يطالب نظام الأسد تركيا بسحب قواتها من سورية قبل مناقشة أي شي يتعلق بـ”قسد”.
واعتبرت المجلة أن النظام لا “يشاطر وجهة نظر تركيا تجاه الإدارة الكردية، وقد تكون دمشق أقل عداءً للوضع الكردي في سورية من تركيا، ينبع هذا الاختلاف في الموقف من القضايا الكردية المحلية في تركيا، والتي تشكل مقاربات البلاد الإقليمية”.