على مدار أسبوع، تسارعت التحركات التركية في محافظة إدلب، عبر تعزيز نقاط تمركز عسكرية جديدة، فضلاً عن النقاط الـ 12 التي أقامتها أنقرة في سورية، منذ تأسيس أول نقطة في أكتوبر/تشرين الأول 2017 بموجب اتفاق بين الدول الضامنة (تركيا، إيران، روسيا) لمسار “أستانة”.
ودخل اليوم السبت، رتل عسكري تركي ضخم، يحتوي آليات عسكرية ودبابات وعربات مدرعة، إلى معسكر المسطومة الواقع بين أريحا ومدينة إدلب.
كما كان أقام الجيش التركي، منذ يومين، نقطة جديدة، في مطار تفتناز العسكري شمال شرق مدينة إدلب، واسم المطار الرسمي، هو (قاعدة عفيص الجوية)، وفق بيانات وزارة الدفاع التابعة للنظام، إلا أنه اكتسب مسمى تفتناز نسبة إلى البلدة الواقعة عند المطار.
ويقفز مجدداً مطار تفتناز العسكري، إلى واجهة التطورات العسكرية في إدلب، سيما أن تقارير صحفية عديدة، تحدث سابقاً عن اتفاق بين “هيئة تحرير الشام” لتسليمه إلى الجيش التركي، لإنشاء قاعدة عسكرية فيه.
ويعتبر المطار ثاني أكبر قاعدة للطائرات للمروحيات في سورية، إذ يتسع لنحو 30 مروحية، وفيه عدد من الطائرات المعطلة حتى الآن.
ويتوسط المطار عمق محافظة إدلب، ويبعد عن مدينة إدلب 13 كم، وعن سراقب 11 كم، وعن قريتي الفوعة وكفريا، نحو ستة كيلومترات.
وقال ناشطون محليون، اليوم السبت، إن تركيا أرسلت تعزيزات عسكرية ضخمة إلى منطقة الإسكان العسكري بالقرب من مدينة سرمين، وتمركزت هناك.
وتقع سرمين بين مدينة إدلب ومدينة سراقب، وهي تتوسط المسافة البالغة 10 كم بينهما.
ووفقاً للخارطة الميدانية العسكرية على الأرض، فإن التواجد التركي الجديد في سرمين، يعطيها أهمية عسكرية، كونها أصبحت المدينة الأولى في خط المواجهة من جهة شرق مدينة إدلب، في حال حاولت قوات الأسد الاقتراب نحو مركز مدينة إدلب، بعد السيطرة على قرى النيرب و مغارة عليا والصالحية وآفس.
وقبل سقوط مدينة سراقب شرق إدلب بيد قوات الأسد، الأسبوع الماضي، عمدت القوات التركية على إقامة أربع نقاط مراقبة تركية في محيط المدينة، ليجري الحديث لاحقاً عن إخلائها، عقب تقدم قوات الأسد في المنطقة، وفق ما نقلت صحيفة “يني شفق”.
وبالنظر إلى التموضع العسكري التركي الجديد بمحيط مدينة إدلب، فإن تركيا تحاول بناء سد عسكري يمنع زحف قوات الأسد نحو مدينة إدلب، لا سيما أن قوات النظام وإيران بدعم روسي، تمكنت خلال المعارك مؤخراً، من قضم قرى ومدن وبلدات واقعة على الطريق الدولي حلب- حماة- دمشق، وهذا هو هدف الحملة العسكرية الأخيرة.