قالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إن النظام السوري والقوات الأردنية يتحملان مسؤولية مقتل 7 مدنيين سوريين، بينهم 5 أطفال وامرأة، في قرية بأقصى جنوب شرق محافظة السويداء.
وترتبط هذه الحادثة بالقصف الجوي الذي استهدف، قبل أسبوع، منزل سكني تقطن به أسرة “مرعي رويشد الرمثان”.
ويتهم الرمثان بإدارة مجموعة تهريب مخدرات وحبوب “كبتاغون” في المنطقة، بينما تشير تقارير وسائل إعلام أردنية وغربية إلى أنه “الشخصية الأبرز النشطة في التجارة”، في الجنوب السوري.
وذكر تقرير الشبكة الحقوقية، اليوم الجمعة، أن طائرتين حربيتين قادمتين من الأراضي الأردنية، رجح تبعيتهما للجيش الأردني، شنتا هجومين متزامنين على هدفين في جنوب سورية.
ووقع الهجوم الأول بالقرب من بلدة خراب الشحم بريف محافظة درعا الغربي وعلى مقربة من الحدود الأردنية السورية، وهو منشأة خدمية سابقة لمعالجة مياه الصرف الصحي، تابعة لحكومة النظام السوري.
وتسبب هذا القصف في دمار بعض المباني ضمن المنشأة، ولم يسجل التقرير خسائر بشرية من المدنيين، لأن الموقع مسيطر عليه من قبل العسكريين ولا يتواجد فيه مدنيون.
في غضون ذلك وقع الهجوم الثاني على قرية الشعاب، في أقصى جنوب شرق محافظة السويداء، وهو منزل سكني تقطن به أسرة “الرمثان” في قرية الشعاب بريف السويداء.
واعتقد التقرير أن “الرمثان” أحد أهم متزعمي شبكات تهريب وترويج المواد المخدرة والكبتاغون في سورية، ويعتبر المسؤول الأبرز عن تجنيد المهربين وتسليحهم في جنوب سورية.
كما أنه يقود ميليشيا مسلحة محلية من أبناء المنطقة يقدر عددها بالمئات تتمركز في بادية السويداء وتسيطر على عدة مناطق فيها وتقوم بتأمين الطرقات وعمليات نقل وتهريب المواد المخدرة والكبتاغون والأسلحة، بالتنسيق والتعاون مع الفرقة الرابعة في جيش النظام السوري.
غارة اردنية في ريف درعا قتلت مرعي الرمثان المتهم بتجارة المخدرات عبر الحدود مع الاردن
مصادر محلية أفادت بمقتل زوجته واطفاله معه pic.twitter.com/E8ITwLl9e9
— Hanzala (@Hanzpal2) May 8, 2023
“ضحايا مدنيون”
ووثق التقرير مقتل 7 مدنيين سوريين هم: مرعي، وزوجته هند الرمثان البالغة من العمر (36 عاماً)، وأطفالهما الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين و10 سنوات.
وقال إن النظام السوري نظام شديد المركزية، ولا يمكن أن تجري عمليات تصنيع للكبتاغون بهذا الحجم في المناطق التي يسيطر عليها، دون موافقة وإدارة مركزية منه.
ومن غير المعقول محاربة الكبتاغون بالتعاون مع الجهة التي تصنع الكبتاغون، حسب “الشبكة السورية”.
وأضافت أن الرمثان هو جزء من شبكة تتضمن العشرات من تجار المخدرات يعملون تحت قيادة النظام السوري وحزب الله اللبناني، وقتل واحد منهم لن يوقف تجارة الكبتاغون.
وفي حين أكدت “الشبكة السورية” أن النظام و”حزب الله” يتحملان مسؤولية إخفاء تجار الكبتاغون والمخدرات بين صفوف المدنيين، مما يهدد حياة أسرهم قالت إن القوات الأردنية تتحمل مسؤولية مقتل المدنيين بمن فيهم الأطفال.
وأوضحت أن القوات الأردنية لم تراعي “مبدأ التناسب في القانون الدولي، والذي يستند على قيام الطرف المهاجم بتقدير السياق قبل تحديد مشروعية الهجوم أو عدم مشروعيته”.
والهجوم الذي يتسبب في خسائر وأضرار تتجاوز الميزة العسكرية يكون محظوراً، وبالتالي “يجب أن يكون هناك توازن دوماً بين الوسيلة، والهدف، ونتائج الفعل”.
وأشارت الشبكة الحقوقية إلى أن “لديها مؤشرات قوية جداً تحمل على الاعتقاد بأنَّ الضَّرر كان مفرطاً جداً إذا ما قورن بالفائدة العسكرية المرجوة”.
ولم يتبن الأردن مسؤولية الغارات الجوية التي نفذها في الجنوب السوري، في أثناء رد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي على أحد الصحفيين بعد ساعات من تنفيذ الضربات.
وكذلك الأمر بالنسبة للنظام السوري، إذ لم يعلّق على الضربات، بينما نشرت وسائل إعلام مقربة منه أخباراً تتعلق بضربة درعا فقط، دون أن تحدد الجهة التي نفذتها.