للضغط على الأسد.. مظلوم عبدي يجري “زيارة سرية” للإمارات
ذكر موقع “المونيتور” الأمريكي أن قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، زار الإمارات العربية المتحدة وطلب مساعدتها في الضغط على نظام الأسد.
ونقل الموقع عن أربعة مصادر مطلعة ومسؤولين في المنطقة، أن عبدي ذهب إلى الإمارات بين أواخر مارس/ آذار وأوائل أبريل/ نيسان الماضيين، والتقى مستشار الأمن القومي الإماراتي، طحنون بن زايد آل نهيان.
وقالت المصادر إن بافل طالباني، زعيم “الاتحاد الوطني الكردستاني” ثاني أكبر حزب في إقليم كردستان العراق، قد سافر معه.
وأضافت أن “عبدي طلب مساعدة أبو ظبي للضغط بملف الأكراد السوريين مع نظام الأسد”.
إنكار وتأكيد
نفت الإمارات زيارة مظلوم عبدي لها، وقال مسؤول في رد عبر البريد الإلكتروني على طلب الموقع إن “المزاعم المشار إليها في بريدك الإلكتروني كاذبة ولا أساس لها من الصحة”.
إلا أن مسؤولين إقليميين، لم يكشف “المونيتور” عن هويتهم، أصروا على أن عبدي ذهب إلى الإمارات بالفعل، وقال أحد المسؤولين “هذا صحيح بنسبة مائة بالمائة”.
ويعتبر عبدي من أبرز القياديين في شمال وشرق سورية المدعومين من الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تعتبره تركيا مع القوات التي يقودها فرعاً لـ”حزب العمال الكردستاني”، المصنف على قوائم الإرهاب.
ويرفض النظام منح الحكم الذاتي للكرد شمال شرقي سورية، وهدد مراراً بعملية عسكرية للسيطرة على الأراضي الواقعة تحت حكم “الإدارة الذاتية”، وتُقدّر مساحتها بنحو 27% من مساحة سورية.
وكان نائب الرئاسة المشتركة الإدارة الذاتية، بدران جيا كرد، قال لـ”المونيتور” في مقابلة أجريت معه الأسبوع الماضي، إن “الإمارات العربية المتحدة أعربت عن اهتمامها بمساعدة الأكراد السوريين في إبرام اتفاق مع نظام الأسد”.
وأضاف “قالوا إنهم مستعدون للمساعدة، لكن حتى الآن ليس لدينا برنامج (خارطة طريق) لهذا”، رافضاً التعليق على زيارة عبدي.
تحركات تلت الزيارة
حسب الموقع الأمريكي، فإن زيارة عبدي إلى الإمارات كانت قبل محاولة استهدافه من قبل طائرة تركية دون طيار قرب مطار السليمانية، في 7 أبريل/ نيسان الماضي.
ونقل عن أحد المسؤولين قوله “يعتقد على نطاق واسع أن الطائرة التركية بدون طيار أخطأت الهدف عمداً، وكان الهدف هو إثارة غضب أنقرة بشأن نقل عبدي إلى الإمارات العربية المتحدة”.
وكان مظلوم عبدي أكد تعرضه لعملية استهداف، وقال لموقع “المونيتور” الأمريكي إن “الهجوم وقع بالقرب من قافلة كانت تقلنا إلى المطار”، وكان برفقته إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لـ”مجلس سوريا الديمقراطية”.
وأضاف أنه “كان في السليمانية بغرض إجراء أعمال روتينية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة، في إطار برنامج مشترك لمحاربة داعش”.
وتعتبر الإمارات من أبرز الدول الداعمة لنظام الأسد، خلال السنوات الماضية، إذ تحاول لعب دور في إعادة تعويمه عربياً وإعادته إلى الجامعة العربية، عبر تبادل الزيارات بينهما، وتقديم المساعدة له عقب الزلزال.
ويمكن للإمارات لعب دور في إقناع الأسد بعدد من القضايا، إذ قالت وكالة “رويترز“، إن أبو ظبي لعبت دوراً في إقناع بشار الأسد بالموافقة على إيصال المساعدات إلى شمال غربي سورية، بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة وجنوبي تركيا في 6 فبراير/ شباط الماضي.