قالت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لها، اليوم الاثنين، إن الأسد صوّر نفسه في “قمة جدة” على أنه “دعامة للاستقرار في منطقة مضطربة”.
وتحدثت الصحيفة في التقرير، الذي حمل عنوان “الأسد في المملكة العربية السعودية يعكس الوضع الطبيعي في الشرق الأوسط”، عن تغييرات جديدة في المنطقة الشرق أوسطية.
وضع جديد في الشرق الأوسط
جاء في تقرير “واشنطن بوست” أن “عودة الأسد إلى الساحة (العربية) هي جزء من محاولة أوسع لتخفيف الاحتكاكات في الشرق الأوسط”.
وذلك بعد سنوات من “الاستقطاب الجيوسياسي والحروب المدمرة”.
وتجلى ذلك، بحسب الصحيفة، في الأدوار الإقليمية الجديدة للولايات المتحدة والصين وروسيا، إلى جانب التقارب السعودي- العربي مع إيران.
وأضافت أن السعودية “تعمل على إصلاح العلاقات مع خصمها القديم إيران، وتبحث عن مخرج من الحرب في اليمن”.
وتابعت: “هذا كله جزء من حسابات الرياض بأن أجندتها المحلية تتطلب خفض التصعيد داخل المنطقة، وتركيز الاهتمام على الداخل”.
ونقلت الصحيفة عن الباحث في مركز أبحاث روسي ببريطانيا، اتش ايه هيلير، أن إعادة دمج الأسد قد تعود لتطارد الرياض.. إذ لا يزال نظامه غير مستقر، حتى مع الدعم الروسي والإيراني”.
وأضاف: “هناك الملايين من السوريين الذين يعتبرون الأسد هو الأكثر وحشية في تاريخهم”.
حذر غربي و”تنازلات مجهولة”
نظر المسؤولون الأمريكيون والدبلوماسيون الغربيون بقلق إلى إعادة التأهيل السياسي للنظام السوري، بحسب “واشنطن بوست”.
وتجلى ذلك في التحركات الأمريكية لمعاقبة المطبعين مع الأسد، عبر قانون “محاربة التطبيع”، الذي شق طريقه للتطبيق من قبل الكونغرس الأمريكي.
ومع ذلك، اعتبرت الصحيفة أن تحركات التطبيع “تعكس شهية الولايات المتحدة المتضائلة للانخراط في المنطقة”.
من جانبها، قالت منى يعقوبيان، نائبة رئيس مركز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد الأمريكي للسلام، إن إدارة بايدن ربما تكون قد أجرت حسابات تفاضلية.
هذه الحسابات مفادها أن المنطقة تجري نحو التطبيع مع الأسد، لكن يجب الحصول على شيء مقابل ذلك.
ومن غير الواضح أهمية التنازلات التي سيقدمها الأسد، بحسب “واشنطن بوست”، لكنها قد تنحصر بتجارة الكبتاغون.
وأضافت: “من المحتمل جداً أن يمنح النظام معلومات استخبارية عن حركات الكبتاغون بالتنقيط”.
وكذلك “قد يسمح بإبقاء الحدود مفتوحة أمام وصول المساعدات العابرة للحدود”.
وقال تشارلز ليستر، الزميل في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، للصحيفة إن الأسد قد يمنح عفواً عن سجين صغير.
مضيفاً: “لكن ليس من الجينات الوراثية للأسد التنازل بأي طريقة مهمة”.
وبحسب ليستر فإن عمليات التطبيع قد تصل إلى انسداد طبيعي، لا يمكن بعدها الانتقال إلى خطوة الاستثمار الاقتصادي في مناطق النظام بسبب العقوبات الغربية.
وختم بقوله إن “الولايات المتحدة لا تريد أن يكون لها بصماتها، ولا تريد دعم الأسد، لكنها لن تفعل أي شيء لمنع التطبيع العربي”.