تسعى إيران إلى شراء آلاف الأطنان من الفوسفات السوري لبرنامجها النووي، حسب وثيقة نشرتها وكالة “إيران إنترناشيونال”، اليوم الخميس.
وتكشف الوثيقة توجيه رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، رسالة “سرية للغاية” إلى النائب الأول لرئيس الجمهورية، محمد مخبر في يناير/ كانون الثاني الماضي، يطلب منه شراء الفوسفات السوري.
وتظهر الوثيقة موافقة الحكومة الإيرانية على طلب الطاقة الذرية الإيراني لشراء 800 ألف طن سنوياً من الفوسفات السوري، لاستخراج اليورانيوم، ووضع اللمسات الأخيرة على اتفاق الشراء.
واعتبر إسلامي في الوثيقة أن “الفوسفات السوري يتمتع بدرجة عالية من اليورانيوم”، مشيراً إلى أن “استخراج اليورانيوم وتحضير الكعكة الصفراء منه، يعتبر أكثر مناسبة من الناحية الفنية، مقارنة مع استخراج اليورانيوم من المصادر منخفضة الدرجة والمشعة في البلاد”.
وأشرفت طهران خلال السنوات الماضية على استخراج الفوسفات من منجمين في سورية، حسب الوثيقة، هما منجم “الصوافة” باحتياطي 1.5 مليار طن من صخور الفوسفات، ومنجم” خنيفس” باحتياطي 300 مليار طن.
وتتمتع تربة منجم “خنيفس” بنسبة عالية من اليورانيوم، لذلك يعد من “الخيارات المناسبة للاستخدام في دورة الوقود النووية وإنتاج الكعكة الصفراء”.
والكعكة الصفراء هي مسحوق مركَّز من اليورانيوم غير قابل للذوبان في الماء، ويحتوي على 80% من اليورانيت.
وتقع مناجم خنيفيس على بعد 60 كم جنوب غرب مدينة تدمر، وتعد من أكبر مناجم الفوسفات في سورية، إلى جانب مناجم الشرقية التي تقع على بعد 45 كم جنوب غرب تدمر.
وتعتبر سورية من الدول الغنية بالفوسفات، واحتلت المرتبة الخامسة عالمياً ضمن الدول المصدرة للمادة، إذ بلغ احتياطيها 1.8 مليار طن، حسب أرقام الشركة العامة للفوسفات عام 2009.
ونتيجة لأهمية الفوسفات السوري، وجهت الدول الداعمة للنظام أنظارها إليه، إذ سعت روسيا وإيران خلال السنوات الماضية إلى توقيع عقود طويلة الأمد لاستثمار المناجم في تدمر.
وشهدت مادة الفوسفات التي يطلق عليها “الذهب المطمور” في سورية، صراعاً بين روسيا وإيران في محاولة من كل طرف للسيطرة عليها.
وفي 2017 وقع رئيس حكومة الأسد، عماد خميس، اتفاقية مع طهران لاستثمار منجم الفوسفات في تدمر، نصت على تأسيس شركة مشتركة لاستخراج الفوسفات وتصديرها.
إلا أن روسيا عارضت ذلك، وأكد نائب رئيس الوزراء الروسي، ديمتري روغوزين، في 2017 بأن موسكو ستكون الدولة الوحيدة التي تستثمر في الفوسفات السوري.
وكان تحقيق استقصائي كشف عن تصدير كميات كبيرة من الفوسفات السوري إلى عدة دول أوروبية، بواسطة الشركة الروسية “سترويترانس غاز”.
ويأتي الكشف عن الوثيقة تزامناً مع توقيع طهران مع نظام الأسد العديد من الاتفاقيات الاقتصادية، خلال زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى سورية.