روايتان روسية وأمريكية.. من يتحرش بالآخر في سورية؟
قالت روسيا إن الولايات المتحدة الأمريكية “انتهكت بشكل متعمد آلية عدم التضارب الجوي” الخاصة بسورية، بعدما كانت واشنطن قد وجهت ذات الاتهامات لها، خلال الفترة الأخيرة.
وجاء توجيه الاتهامات الروسية على لسان رئيس “مركز المصالحة في سورية“، أوليغ غورينوف، مضيفاً، اليوم السبت، أن “الانتهاكات لها طابع متعمد ومنهجي”.
وتابع: “رغم التزام الجانب الروسي بمذكرة التفاهم بين وزارة الدفاع الروسية ووزارة الدفاع الأمريكية المؤرخة 20 أكتوبر 2015، فإن ما يسمى بالتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة يواصل انتهاكه الصارخ”.
وأوضح إحدى الأمثلة بأن “طائرات التحالف الدولي الحربية فعّلت أنظمة توجيه الأسلحة على الطائرات الروسية، والتي أبلغ عنها الطيارون الروس أثناء قيامهم برحلات مجدولة في المناطق الشرقية لسورية”.
وقبل أسبوعين كانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية قالت إن مقاتلات روسية تحرشت بالمقاتلات الأمريكية في الأجواء السورية خلال الفترة الماضية، بطريقة قد تؤدي إلى خطر التصعيد بين الدولتين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين أن الطائرات الروسية حلقت قريباً جداً من طائرات أمريكية في سورية بوتيرة “خطيرة”، وكان من الممكن حدوث خطأ يودي إلى التصعيد بين الولايات المتحدة وروسيا.
وبحسب التقرير الأمريكي، فإن روسيا خرقت الاتفاقيات المبرمة مع الولايات المتحدة، والمتعلقة بعدم التضارب في الأجواء السورية، بشكل متكرر.
ونقلت عن الجنرال أليكسوس غرينكيفيتش، قائد سلاح الجو في القيادة المركزية الأمريكية في سورية، قوله إن التحركات في سماء سورية مشحونة مع روسيا، ولا تستبعد بلاده وقوع “خطأ”.
وأضاف: “هذا يؤشر إلى انهيار الحرفية بطريقة لم أرها في سلاح الجو الروسي”.
ولفت الجنرال الأمريكي إلى أن الطيران الروسي خرق اتفاق عدم التضارب أكثر من 60 مرة، منذ مارس/ آذار الماضي.
وبموجب اتفاق عدم التضارب يجب ألا تقترب المقاتلات الروسية من الأمريكية أقل من 3 أميال (كل ميل يعادل 5280 قدم).
واستخدمت الولايات المتحدة وروسيا “خط عدم التضارب” لتجنب أي حوادث محتملة عندما تكون القوات الأمريكية في المنطقة الشمالية الشرقية من سورية، حيث تعمل القوات الروسية أيضاً.
وتحتفظ الولايات المتحدة بنحو 900 جندي في سورية “لتقديم المشورة لقوات سوريا الديمقراطية ومساعدتها في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية”.
وتنتشر هذه القوات في مناطق متفرقة من محافظتي الحسكة والرقة ودير الزور.
وكذلك الأمر بالنسبة للقوات الروسية التي تنتشر أيضاً في بعض المواقع في شرق سورية.
من جانبه، وصف الجنرال الأمريكي ماثيو ماكفرلين، قائد التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، التحركات الروسية في الأجواء السورية بـ”التحرش”.
وقال في تصريحات نقلتها “وول ستريت جورنال”: “نشاهد نشاطات غير آمنة وغير حرفية من الروس، ونستخدم خط خفض التوتر والتأكد من سلامة قواتنا وتخفيف أي زيادة في المخاطر نظراً للنشاطات”.