أعلنت المملكة العربية السعودية، أمس الأربعاء، الاتفاق مع نظام الأسد على عدة قضايا فيما يتعلق بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.
وأصدرت الخارجية السعودية بياناً مشتركاً في ختام زيارة وزير خارجية النظام، فيصل المقداد إلى السعودية ولقائه بوزير الخارجية فيصل بن فرحان.
وتضمن البيان المشترك ستة قضايا وهي: “تعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وتنظيماته”، إضافة إلى “تعزيز التعاون بشأن مكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها”.
كما تضمن التأكيد على “ضرورة دعم مؤسسات الدولة السورية، لبسط سيطرتها على أراضيها لإنهاء تواجد الميليشيات المسلحة فيها، والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري”.
وتحدث البيان على “تهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم، وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية”.
واتفق الجانبان على بدء إجراءات استئناف الخدمات القنصلية والرحلات الجوية بين البلدين.
وكان فيصل المقداد وصل إلى مدينة جدة السعودية، أمس الأربعاء، في أول زيارة معلنة لمسؤول من نظام الأسد إلى السعودية منذ 2011.
وتأتي الزيارة قبل يومين من اجتماع خليجي- عربي في السعودية، وصفه مراقبون بأنه “حاسم”، بهدف مناقشة إعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية.
ويضم الاجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج، إضافة إلى العراق والأردن ومصر.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن دبلوماسي عربي في الرياض، أن “الغرض من الاجتماع تذليل الخلافات الخليجية حول سورية قدر الإمكان”.
كما نقلت عن دبلوماسي عربي آخر قوله، إن “هناك احتمالًا” أن يحضر المقداد اجتماع جدة “لعرض وجهة النظر السورية”.
وأكد أن “السعودية هي التي تقود هذه الجهود بشكل كامل ولكن تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي”، موضحاً أن الدول المشاركة لم تستلم بعد جدول أعمال الاجتماع.
وأشار إلى أن “السعوديين يحاولون على الأقل ضمان عدم اعتراض قطر على عودة سورية للجامعة العربية إذا طُرح الموضوع على التصويت”، مشيراً إلى أنه لا يتوقع اتخاذ موقف موحد في هذه المسألة.
وحسب صحيفة “وول ستريت جورنال“، فإن الجهود التي تقودها السعودية لإعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية تواجه مقاومة من خمسة دول.
ونقلت عن مسؤولين عرب قولهم، إن “خمسة أعضاء على الأقل من جامعة الدول العربية، من بينهم المغرب والكويت وقطر واليمن، يرفضون الآن إعادة قبول سورية في المجموعة”.
وأضاف المسؤولون: “حتى مصر، التي أحيت العلاقات مع سورية في الأشهر الأخيرة وهي حليف قوي للسعودية، تقاوم أيضا هذه الجهود”.
وقال المسؤولون إن “هذه الدول تريد من الأسد التعامل أولاً مع المعارضة السياسية السورية بطريقة تمنح جميع السوريين صوتاً لتقرير مستقبلهم”.
ومن المتوقع أن يتوجه وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، إلى دمشق، خلال الأسبوعين المقبلين، لتوجيه دعوة للأسد لحضور القمة العربية، حسب ما ذكرت وكالة “رويترز”.