أعلنت “القيادة المركزية الأمريكية” أن طائرات حربية روسية، حلقت هذا الشهر، فوق قاعدة التنف في سورية، بمعدل مرة كل يوم، بحسب قائد القوات الجوية في القيادة المركزية الأميركية أليكسوس غرينكيفيتش.
وقال غرينكيفيتش في تصريح لقناة “nbcnews“، إن الطائرات الروسية انتهكت المجال الجوي للقاعدة الأمريكي، ما يقرب من 25 مرة حتى الآن هذا الشهر، كان آخرها أمس الأربعاء.
وأضاف أن الطائرات الروسية “تحلق باستمرار مباشرة فوق رؤوس أفرادنا”، معتبراً الأمر بأنه “استفزازي وغير مريح”.
وتضم الطائرات مقاتلات حربية من طراز “سو 34” تحلق فوق القاعدة، إضافة إلى طائرات تحمل ذخائر من نوع “جو – جو” و “جو – أرض” وقنابل وصواريخ موجهة بالرادار وبالأشعة تحت الحمراء.
وأشار إلى أن تحليق الطائرات الروسية زادت بشكل كبير الشهر الحالي مقارنة بالأشهر السابقة، إذ كانت صفر في فبراير/ شباط الماضي و14 مرة في يناير/ كانون الثاني، واصفاً ذلك بأنه “زيادة كبيرة”.
واستبعد غرينكيفيتش أن يكون لدى روسيا “أي حافز لاستخدام الأسلحة ضد الجيش الأمريكي في سورية”.
لكنه أعرب عن قلقه من “سوء التقدير أو التصرف غير المهني أو غير الناضج من قبل شخص ما”، حسب قوله.
واعتبر أن الروس يتخذون “موقفًا أكثر عدوانية” للضغط على الوجود العسكري الأمريكي في سورية، وهو مخالف للاتفاق بين الطرفين حول تفادي الحوادث في سورية.
وأكد القائد الأمريكي أنه “على مدار مسيرتي المهنية، لم أر هذا النوع من التجاهل للبروتوكولات المتفق عليها وقواعد عدم التضارب”.
وكان قائد القيادة الأمريكي، الجنرال إريك كوريلا، أكد أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، الأسبوع الماضي، “ارتفاعاً كبيراً” في الرحلات الجوية العسكرية الروسية العدوانية في سورية هذا الشهر.
واعتبر كوريلا أن الإجراءات الروسية كانت وسيلة لمحاولة “إعادة التفاوض بشأن بروتوكولات عدم التضارب التي تنتهكها كل يوم”.
وتقع “التنف” عند المثلث الحدودي بين سورية والعراق والأردن، وأيضاً على الطريق السريع بين دمشق وبغداد، والذي كان ذات يوم طريقاً رئيسياً لدخول الشاحنات والإمدادات الإيرانية إلى سورية.
كما تعتبر من أبرز القواعد العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في سورية، وسبق أن زارها قادة عسكريون كبار.
وكانت روسيا قد عملت على إنشاء خط ساخن للتواصل بين قواتها العسكرية، وباقي الأطراف الأجنبية المتواجدة على الأراضي السورية، منذ إعلانها بدء العمليات العسكرية في سورية إلى جانب قوات النظام أواخر سبتمبر/أيلول 2015.
وهذا الخط الساخن لم يقتصر على طرف دون غيره، بل استهدف الجميع من شمال سورية، حيث تتواجد القوات التركية، وصولاً إلى الجنوب مع الجانب الإسرائيلي، وفي الشمال والشرق حيث تنتشر قوات أمريكية.