وجه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش نداء بشأن سورية مع قرب دخولها في الذكرى 13 للثورة السورية، داعياً إلى العمل على إحياء المسار السياسي، والتحرك بعدة اتجاهات.
وقال غويترش في رسالة نشرتها الأمم المتحدة، اليوم السبت: “حان الوقت الآن لنتحرك بانسجام، لتأمين وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، وتعزيز التطلعات المشروعة للشعب السوري”.
ومن أجل أيضاً “تهيئة الظروف اللازمة للعودة الطوعية للاجئين بأمان وكرامة، مع التزامنا القوي بالسيادة، واستقلال سورية ووحدتها وسلامة أراضيها والاستقرار الإقليمي”، حسب ما أضاف المسؤول.
ويصادف 11 آذار / مارس اثني عشر عاماً “من الصراع الطاحن والفظائع المنهجية والحزن البشري الذي لا يوصف في سورية”.
وذكرت رسالة غوتيرش أن “السوريين عانوا مأساة أخرى هذا العام، بعدما ضربت الزلازل الأخيرة، ووصلت الاحتياجات الإنسانية إلى أعلى مستوياتها منذ بداية الصراع ومع تدهور الظروف الاقتصادية، مما ألحق خسائر فادحة بالمجتمعات التي دمرتها بالفعل الحرب والتشرد”.
وكان الضرر الأسوأ في الشمال الغربي، حيث يعتمد الملايين بالفعل على المساعدات الإنسانية.
وأشار الأمين العام إلى أنه “وبينما نحزن على كل من فقدوا أرواحهم ونوسع العمليات الإنسانية في جميع أنحاء سورية، يجب أن نضمن استمرار الوصول باستخدام جميع الأساليب والموارد الكافية لتلبية احتياجات جميع المتضررين”.
ويشمل ذلك “مساعدة التعافي المبكر”، التي تبني القدرة على الصمود مع تلبية الاحتياجات الفورية المنقذة للحياة، فيما أكد غوتيرش أن “الحاجة إلى ضمان الوصول عبر الحدود إلى شمال غرب سورية لمدة اثني عشر شهراً أصبحت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى”.
من ناحية أخرى، شدد على أهمية “العمل الجماعي لوضع حد للاعتقال التعسفي والاختفاء القسري لعشرات الآلاف من الأشخاص”، مبيناً أن “هذه القضية تؤثر على ملايين الضحايا السوريين والناجين والعائلات من كافة الجهات، ممن يسعون إلى الكشف عن مصير ومكان وجود أحبائهم المفقودين”.
واعتبر غوتيرش أن هذا الأمر “سيظل عقبة أمام السلام طالما لم يتم حلها”، داعياً الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى النظر في إنشاء هيئة دولية جديدة معنية بتوضيح مصير وأماكن تواجد الأشخاص، الذين يعتقد بشكل معقول أنهم في عداد المفقودين في سورية.
ومع دخول الثورة عامها الـ13 لا تلوح في الأفق بوادر حل في سورية، بسبب تضارب مصالح الدول والأطراف الإقليمية والدولية التي تتمتع بنفوذ عسكري وسياسي كبير في البلاد، بعد أن باتت هذه الأطراف تتصرف نيابة عن السوريين.
في غضون ذلك تصادف هذه الذكرى محطات ينظر إليها سوريون بعين الريبة، ولاسيما وسط المحاولات التي تقودها دول عربية لإعادة تطبيع علاقاتها مع نظام الأسد، في وقت يواصل فيه الأخير تعنته على المستوى السياسي، ومساعيه للإفلات من المساءلة.