وصل مدير مكتب “الأمن الوطني” في نظام الأسد، اللواء علي مملوك إلى روسيا قبل أيام لحضور اجتماع أمني تنظمه موسكو، حسب ما ذكرت وسائل إعلام.
وقالت وكالة “تاس“، اليوم الجمعة، إن سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف التقى بمملوك أمس الخميس.
وأضافت أنهما “بحثا الوضع في الشرق الأوسط وتطور العلاقات الروسية السورية ومكافحة الإرهاب”.
وجاء اللقاء على هامش “الاجتماع الدولي الحادي عشر للممثلين السامين للقضايا الأمنية” الذي يعقد خارج موسكو في الفترة من 23 إلى 25 مايو/ أيار الحالي.
وكانت إطلالات مملوك رجل ظل النظام السوري قد خفتت خلال الفترة الأخيرة، في وقت كان نجم رئيس المخابرات، حسام لوقا يصعد على الواجهة الأمنية المتعلقة بالأسد بالتدريج.
وتردد اسم لوقا خلال العامين الماضيين كثيراً في داخل سورية وخارجها.
وبينما ارتبطت عمليات “التسوية والمصالحات” باسمه، كان قد انخرط مؤخراً في عملية “بناء الحوار” بين أنقرة ونظام الأسد، والتي بلغ عدد جولاتها حتى الآن أربعة.
وسبق وأن كشف موقع “إنتلجينس أون لاين” الاستخباراتي الفرنسي، في يناير 2022، أن مملوك الذي أصبح لاحقاً رئيس ما يسمى “مكتب الأمن الوطني”، ابتعد عن المشهد العام، وتوارى على ما يبدو، عن الأنظار خلال الأشهر الأخيرة.
وأضاف الموقع أن مسؤوليات “مملوك” المتنوعة، التي تألفت سابقاً من قضايا خارجية، مثل المصالحة الإقليمية وعودة سورية إلى الهيئات الدولية، بجانب القضايا الداخلية التي على شاكلة المفاوضات مع الأكراد، وغيرها، صارت متراكمة أمام ناظري رئيس النظام بشار الأسد.
في غضون ذلك أشار تحليل مطلع العام الحالي لـ”معهد الشرق الأوسط” إلى أن “نجاحات حسام لوقا على مدى السنوات العشر الماضية في إعادة بسط سلطة النظام السوري في مجتمعات المعارضة قد تجعله مرشحاً رئيسياً ليحل محل مملوك وتولي ملف المفاوضات الأكبر”.
وجاء في التحليل أن “مملوك، المخضرم في الحرس البعثي القديم، يشرف نظرياً على جميع أجهزة المخابرات السورية الأربعة”.
“ومع ذلك، وفقاً لأولئك الذين التقوا به، فهو متواضع وعاجز. وبالمثل، فشلت محاولات دمشق الأخيرة لاستعادة بقية سورية”، وفق المعهد.
وفي الوقت الحالي “ربما يرى النظام السوري حسام لوقا أكثر ملاءمة لمنصب علي مملوك، كونه أثبت ولائه، وكذلك قدرته على بناء علاقات مع تلك المجتمعات التي غالباً ما يتجاهلها الحرس القديم للنظام”.
وأضاف التحليل: “حتى لو تولى لوقا (عنكبوت المخابرات) منصب مملوك كرئيس لمكتب الأمن القومي، فمن غير الواضح كيف ستترجم مفاوضاته السلسة إلى تغييرات دبلوماسية حقيقية”.