يجري وزير خارجية نظام الأسد، فيصل المقداد زيارة إلى مصر يوم غد السبت، هي الأولى من نوعها على هذا المستوى منذ 2011، بحسب ما أكد مصدران رسميان في دمشق والقاهرة.
ونقلت وكالة أنباء النظام “سانا“، اليوم الجمعة، عن مصدر في الخارجية قوله إن المقداد سيرافقه في الزيارة إلى القاهرة وفد من “المعنيين”.
وأضاف المصدر أن الزيارة تأتي “بناءً على دعوة من وزير الخارجية في جمهورية مصر العربية سامح شكري”، ومن المقرر أن تشهد “إجراء مباحثات تتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، ومناقشة آخر التطورات في المنطقة والعالم”.
وذكرت وسائل إعلام مصرية نقلاً عن مصادر رسمية أن “شكري سيستقبل المقداد في مقر وزارة الخارجية بماسبيرو كورنيش النيل”، ومن ثم سيعقدان مباحثات مشتركة.
وكان وزير خارجية مصر، سامح شكري قد أجرى زيارة إلى العاصمة دمشق، هي الأولى من نوعها أيضاً منذ 2011، وجاءت في أعقاب كارثة الزلزال المدمّر الذي ضرب سورية وتركيا.
كما أجرى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً مع رأس النظام السوري، بشار الأسد، هو الأول من نوعه، رغم أنهما أكدا في وقت سابق على استمرار الاتصال بين البلدين.
وجاء ذلك في إطار اتجاه الدول العربية لإعادة علاقاتها مع النظام، آخرها المملكة العربية السعودية، والتي أكدت رسمياً وجود مباحثاتن لاستئناف الخدمات القنصلية مع دمشق.
وكان موقف القاهرة الرسمي الداعم للثورة السورية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد قد تبدل منذ صيف 2013، حيث أطاح الجيش بإدارة محمد مرسي، وأصبح عبد الفتاح السيسي القائد الفعلي لمصر.
وسبق وأن أكد السيسي في 2013 دعم بلاده لقوات الأسد، وقال إن “الأولى لمصر أن تدعم الجيش الوطني في ليبيا وكذلك في سورية وأيضاً العراق، من أجل فرض الأمن في هذه البلدان”.
من جانبه أكد بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة “الوطن” شبه الرسمية في نهاية 2016، إن العلاقة مع مصر بدأت تتحسن “بعد زوال حكم الاخوان في مصر، وهي مازالت في طور التحسن”.
ورغم أن مصر كانت ترغب بإعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية، إلا أن ذلك واجهه تعقيدات، حسب ما وصفه وزير الخارجية، سامح شكري، في حديث لصحيفة “الأهرام” المصرية سنة 2021، إذ قال: “إن ما تعرض له الشعب السوري من كوارث ونزوحه خارج سورية، وتفاعلات السياسات الدولية، تضع قيودًا على الحركة الإقليمية تجاه سورية”.
وأضاف أن “الجميع يتعاطف مع سورية كدولة وشعب”، ولكن مسألة عودة العلاقات “أمر فيه بعض التعقيد”.