نظام الأسد يرحب بتسارع زيارات مسؤولين أممين كبار إلى دمشق
تسارعت زيارة مسؤولي الأمم المتحدة إلى سورية ولقاءاتهم مع مسؤولي نظام الأسد، بعد الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وسورية في السادس من الشهر الماضي.
ويصرح مسؤولو الأمم المتحدة بأن هذه الزيارات تأتي لمواجهة كارثة الزلزال ومساعدة المتضررين، في حين يشكك ناشطون، بأن الزلزال شكل ذريعة للانفتاح على نظام الأسد.
وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، زار مسؤولون أمميون كبار سورية، والتقوا رئيس النظام بشار الأسد وزوجته أسماء.
لقاء “مقلق” مع نظام وحشي
الزيارة الأولى كانت للمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في 9 من الشهر الحالي.
وأكد غراندي، خلال لقائه بشار الأسد بأن “المفوضية ستكثف أعمالها وجهودها في سورية لدعم الاستجابة الإنسانية التي تقوم بها الدولة السورية في مواجهة كارثة الزلزال وما خلفته من أضرار بشرية ومادية كبيرة”.
وانتقد ناشطون سوريون لقاء غراندي بالأسد، إذ وصفت مجموعة “مواطنون من أجل أميركا آمنة”، الاجتماع بأنه “مقلق للغاية”.
وقالت المجموعة، التي تضم ناشطين سوريين وأميركيين، إنه “من خلال التواصل مع هذا النظام الوحشي، تقوم الأمم المتحدة بإضفاء الشرعية عليه بشكل فعال، وإرسال رسالة مفادها أنه سيتم التسامح مع مثل هذا السلوك”.
رسائل سياسية تتماشي مع التطبيع
الزيارة الثانية لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، الذي التقى الأسد ووزير خارجيته فيصل المقداد في دمشق في 21 من الشهر الحالي.
وفي 27 من الشهر نفسه قالت “رئاسة الجمهورية” إن أسماء الأسد استقبلت مينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، رولا دشتي.
وبحثت دشتي في دمشق مسارات التعاون بين المؤسسات السورية و”الإسكوا”، في مجال تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، والتحديات التي تواجه هذا القطاع.
وأضافت دشتي خلال لقائها أسماء الأسد أن “الإسكوا” مستعدة لتطوير التعاون مع سورية في مجال “التنمية المستدامة”، سواء مع المؤسسات الرسمية أو المنظمات غير الحكومية المعنية.
كما التقت دشتي مع وزير خارجية النظام، فيصل المقداد، وبحثا خطط “التعافي المبكر” من آثار الزلزال المدمر الذي ضرب سورية الشهر الماضي.
بين المعلم وأسماء الأسد.. رولا دشتي تحمل ملفات “التنمية” الأممية للنظام
وآخر هذه الزيارات اليوم الخميس، حيث استقبل وزير الخارجية في حكومة الأسد، فيصل المقداد، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «أونروا» فيليب لازاريني.
وحسب وكالة “سانا” فإن المقداد نوه خلال اللقاء على “أهميّة زيارات المسؤولين الأمميين المستمرة إلى سورية”.
واعتبر المقداد أن أهمية الزيارة تأتي من أجل حصول المسؤولين الأمميين على “رؤية أوضح للتأثير اللاإنساني للعقوبات الاقتصادية أحادية الجانب على الشعب السوري واللاجئين الفلسطينيين، وخصوصاً بعد الزلزال”.
ويرى سوريون أن زيارات كبار المسؤولين في الأمم المتحدة إلى دمشق ولقائهم الأسد، هي رسائل سياسية تتماشى مع دعوات التطبيع مع النظام.
وتأتي زيارة المسؤولين الأمميين في ظل وجود عشرات التقارير والقرارات الأممية التي تدين نظام الأسد، خلال السنوات الماضية، في ارتكاب جرائم حرب واستخدام البراميل المتفجرة والكيماوي ضد الشعب.