أبدت الولايات المتحدة الأمريكية أول رد فعل بشأن المباحثات التي تم الكشف عنها بين السعودية والنظام السوري، وبينما قالت إنها “لا تشجّع على التطبيع” حثّت من يُقدم على هذه الخطوة بأن يفكر بعدة مسائل.
ونقل صحفيون في واشنطن عن الناطق باسم الخارجية الأمريكية، اليوم الجمعة، قوله: “نواصل حث أي شخص يتعامل مع دمشق على التفكير في كيف يمكن لمشاركته أن تساعد في توفير احتياجات السوريين المحتاجين، وكيف يمكن أن تساعدنا في تقريبنا من حل سياسي لهذا الصراع”.
وأضاف: “نحن نحث شركائنا على الدعوة إلى وصول إنساني مستدام ويمكن التنبؤ به ومستقل، وعلى سبيل المثال بما في ذلك من خلال الاستخدام الموسع للمعابر الحدودية”.
وأكدت الخارجية على لسان الناطق باسمها أنها “لن تطبع العلاقات مع نظام الأسد، ولن تشجع الآخرين في ظل غياب تقدم حقيقي ودائم نحو حل سياسي يتماشى مع قرار الأمن الدولي 2254”.
وتابعت: “لقد كنا واضحين بشأن هذا الأمر مع شركائنا”.
1st reaction by the Biden administration on the talks between #SaudiArabia & #Syria :
We continue to urge anyone engaging with #Damascus to consider how their engagement can help provide for Syrians in need & how it can help get us closer to a political solution to this conflict.— Hiba Nasr (@HibaNasr) March 24, 2023
وكان مصدر في الخارجية السعودية قد أكد، أمس الخميس، أن الرياض والنظام السوري يجريان محادثات لاستئناف الخدمات القنصلية، بعد قطيعة دبلوماسية دامت 12 عاماً.
وجاءت ذلك بعدما كشفت وكالة “رويترز” عن هذه المباحثات، وأنها بدأت بزيارة أجراها رئيس مخابرات النظام، اللواء حسام لوقا إلى المملكة العربية السعودية، فيما قضى عدة أيام، والتقى مسؤولين.
وستمثل إعادة العلاقات بين الرياض ودمشق أهم تطور حتى الآن في تحركات الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الأسد، والذي نبذته العديد من الدول الغربية والعربية بعد حملة القمع الدامية التي شنها ضد المنتفضين على حكمه، وفق “رويترز”.
لكن وحتى الآن لا يعرف المسار الذي قد تتخذه الرياض حيال النظام السوري، وما إذا كانت مباحثاتها ستفضي إلى إعادة تطبيع العلاقات بشكل كامل أم جزئياً.
وكانت العلاقات بين نظام الأسد والسعودية شهدت توتراً وقطيعة دبلوماسية منذ آب/ أغسطس 2011، عندما أمرت الرياض بسحب سفيرها من دمشق، بسبب تصاعد المجازر التي كان ارتبكها نظام الأسد ضد المدنيين في المناطق السورية التي ثارت لتغييره.
ومنذ تلك الفترة لم يطرأ أي تغير على موقف الرياض من النظام، مؤكدة على لسان مسؤوليها أنها تؤيد حلاً سياسياً في سورية بموجب قرار مجلس الأمن 2254، إلى أن جاءت كارثة الزلزال المدمّر لتتلوها سلسلة تصريحات ومواقف حملت نبرة مستجدة من جانب الرياض اتجاه نظام الأسد.